للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عليه، فمقصوده الشهرة وإذاعة الصيت أما إذا عمل الإِنسان عملا صالحا يبتغى به وجه اللَّه وتحدث الناس عنه بلا قصد منه فإن هذا لا يضره وثوابه عند اللَّه.

[البحث]

تقدم فى ص ١٢ أن الشرك نوعان: شرك أكبر وشرك أصغر فمن وقع فى الشرك الأكبر خرج من الملة واعتبر مرتدا عن الإسلام وبانت منه زوجته المسلمة، ولا توارث بينه وبين قرابته من المسلمين، وإن مات على شركه هذا لا يصلى عليه، ولا يدفن فى مقابر المسلمين، وفيه يقول اللَّه عز وجل: {إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ} والشرك الأكبر هو اتخاذ نِدٍّ للَّه عز وجل فى ألوهيته أو ربوبيته أو أسمائه الحسنى وصفاته العلى كعبادة الأصنام والأوثان وكالقول بأن اللَّه ثالث ثلاثة، وسؤال غير اللَّه بما لا يقدر عليه إلا اللَّه، والسجود لغير اللَّه وخوف السر من سواه والاستغاثة بالموتى، واعتقاد حلول اللَّه فى بعض الأشخاص أو اتحاده بهم أو وحدته معهم. وأما الشرك الأصغر فكالحلف بغير اللَّه وقول القائل: ما شاء اللَّه وشئت والرياء ويسمى الشرك الخفى فمن وقع فى الشرك الأصغر لا يخرج من الملة فلا تبين منه زوجته المسلمة، وإن مات صلى عليه ويدفن فى مقابر المسلمين، ولا ينتفى التوارث بينه وبين قرابته المسلمين ولا يخلد فى النار لكنه مع ذلك أكبر من الزنا والقتل والسرقة وشرب الخمر، ولا يغفره اللَّه تعالى إلا بالتوبة منه كالشرك الأكبر حيث يقول عز وجل:

<<  <  ج: ص:  >  >>