للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

يعنيهم فبادر سعد بن معاذ فقال: يا رسول الله كأنك تعرض بنا، وكان إنما يعنيهم لأنهم بايعوه على أن يمنعوه من الأحمر والأسود في ديارهم فلما عزم على الخروج استشارهم ليعلم ما عندهم فقال سعد بن معاذ: .. فاظعن حيث شئت، وصل حبل من شئت، واقطع حبل من شئت، وخذ من أموالنا ما شئت إلى أن قال: فوالله لئن سرت حتى تبلغ البرك من غمدان لنسيرن معك ووالله لئن استعرضت بنا هذا البحر خضناه معك … " فأشرق وجه رسول الله وسر بما سمع من أصحابه وقال: سيروا وأبشروا فإن الله قد وعدني إحدى الطائفتين وإني قد رأيت مصارع القوم" .... فلما طلع المشركون وتراءى الجمعان قال رسول الله قال اللهم هذه قريش جاءت بخيلائها وفخرها جاءت تحادك وتكذب رسولك وقام ورفع يديه واستنصر ربه وقال: "اللهم أنجز لي ما وعدتني اللهم إني أنشدك عهدك ووعدك" فالتزمه الصديق من ورائه وقال: يا رسول الله أبشر فو الذي نفسي بيده لينجزن الله لك ما وعدك" واستنصر المسلمون الله واستغاثوه وأخلصوا له وتضرعوا إليه فأوحى الله إلى ملائكته: "أني معكم فثبتوا الذين أمنوا سألقى في قلوب الذين كفروا الرعب" وأوحى الله إلى رسوله: "أني ممدكم بألف من الملائكة مردفين ثم ارتحل مؤيدا منصورا قرير العين بنصر الله له

(زاد المعاد) (٣/ ١٥٣)

<<  <   >  >>