للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

القسم الثاني: القائلون بالمنع

أما القائلون بالمنع، فهم: الإمام الأوزاعي (١) ـ رحمه الله تعالى ـ حيث قال: لو تزوجها بغير شرط، ولكنه ينوي أن لا يحبسها إلا شهراً، أو نحوه، ويطلقها فهو متعة ولا خير فيه. (٢)

وممن أيد الإمام الأوزاعي الحنابلة، وعلى رأسهم إمام المذهب، أحمد بن حنبل رحمه الله تعالى، عدا الموفق ابن قدامة المقدسي ـ رحمه الله تعالى ـ؛ فقد نُقل عن الإمام أحمد رحمه الله تعالى في رواية أبي داوود (٣) أنه قال: إذا تزوجها على أن يحملها إلى خراسان، ومن رأيه إذا حملها خلى سبيلها، قال لا، الشبه المتعة، حتى يتزوجها ما حييت. (٤) قال الزركشي معلقاً على ذلك: وفي هذا النص إشعار بتعليل آخر، وهو أن وضع النكاح على الدوام، وهذا الشرط ينافيه، وأن النية كافية في المنع. (٥)

وقال أيضاً في رواية عبد الله (٦): إذا تزوجها ومن نيته أن يطلقها، أكرهه، هذه متعة. (٧)


(١) هو عبد الرحمن الأوزاعي بن عمرو أبو عمرو: ولد سنة ثمان وثمانين ومات سنة سبع وخمسين ومائة. وكان من سبي أهل اليمن ولم يكن من الأوزاع، ومات وله ستون سنة وسئل عن الفقه وله ثلاث عشرة سنة. وقال عبد الرحمن بن مهدي: ما كان أحد بالشام أعلم بالسنة من الأوزاعي. وقال هقل بن زياد: أجاب الأوزاعي في سبعين ألف مسألة. وروي أن سفيان الثوري بلغه مقدم الأوزاعي فخرج حتى لقيه بذي طوى؛ قال: فحل سفيان رأس البعير عن القطار ووضعه على رقبته فكان إذا مر بجماعة قال: الطريق للشيخ. وأخذ عنه العلم أبو إسحاق الفزاري وعبد الله بن المبارك وهقل بن زياد وأبو العباس الوليد ابن مسلم والوليد بن مزيد وعمر بن عبد الواحد وعمرو بن أبي سلمة وعقبة ابن علقمة ومحمد بن يوسف الفريابي. نزيل بيروت روى عن عطاء وابن سيرين ومكحول وخلق. وعنه أبو حنيفة وقتادة ويحيى بن أبي كثير والزهري وشعبة وخلق. قال ابن عيينة كان إمام أهل زمانه. انظر طبقات الفقهاء ١/ ٧١، لأبي إسحاق الشيرازي، ط، مكتبة الثقافة الدينية، بور سعيد، الظاهر، الطبعة الأولى، تأريخ الطبع ١٤١٨ هـ ١٩٩٧ م. وانظر أيضاً طبقات الحفاظ، ١/ ٩٣ برقم ١٦٨.
(٢) (انظر التمهيد لما في الموطأ من المعاني والمسانيد ١١/ ١٠٦.، لأبي عمرو يوسف بن عبد الله بن محمد بن عند البر النمري الأندلسي المولود سنة ٣٦٨ هـ والمتوفى سنة ٤٦٣ هـ، ط، الفاروق الحديثة، القاهرة، الأولى بتأريخ ١٤٢٠ هـ ١٩٩٩ م،
(٣) هو سليمان بن الأشعث بن إسحاق بن بشير بن شداد الأزدي السجستاني، أبو داود، ثقة، حافظ، مصنف السنن، من كبار العلماء، وهو من أشهر تلاميذ الإمام أحمد بن حنبل، مات سنة ٢٧٥ هـ. انظر تقريب التهذيب صـ ٢٥٠ برقم ٢٥٣٣، والكاشف للذهبي، ١/ ٤٥٦، نشر مؤسسة علوـ جدة ـ الطبعة الأولى ١٤١٣ هـ بتحقيق محمد عوامة.
(٤) انظر شرح الزركشي على متن الخرقي، ٣/ ٢٤٦، للإمام شمس الدين أبو عبد الله محمد بن عبد الله الزركشي، بتحقيق ودراسة الدكتور عبد الملك بن عبد الله بن دهيش، ط، دار خضر بيروت لبنان، بتأريخ ١٤١٨ هـ ١٩٩٧ م.
(٥) (المصدر السابق
(٦) هو عبد الله بن أحمد بن حنبل أبو عبد الرحمن، ولد في جمادى الأولى سنة ٢١٣ هـ وكان ثبتاً, فهماً, ثقة حدث عن أبيه، وعن كامل بن طلحة، ويحيى بن معين، وغيرهم توفي في حمادى الآخرة سنة ٢٩٠ هـ عن عمر سبعة وسبعين عاماً، انظر طبقات الحنابلة ١/ ١٨٠
(٧) (المصدر السابق

<<  <   >  >>