للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

فأولدها وأعتق الرجل ولدها، قال: يرجعون إلى أنساب قريش، كأنهم (١) لم يمسهم رق قط، وكذلك جميع العرب، لأن أنسابها معروفة تتوارث، واحتج بهذه المسألة، وقد ادعى بعضهم الإجماع على أن ولاء العربي (٢) المعتق لمعتقه، دون نسبه، وقد ذكرنا الخلاف فيه، وهذا كله في حكم التعصيب، ولا خلاف أن النسب الداني مقدم على الولاء بكل حال، في العرب والعجم. وما ذكر عن "الفقهاء السبعة (٣) من (٤) قولهم فيمن دلس [فيه] (٥) بعيب فظهر وقد فات بموت أو عتق أو بحمل من المشتري، فإنه يوضع عنه ما بين قيمته بذلك العيب، وبين قيمته سالماً (٦)، فإن مات العبد من العاهة التي دلس بها فهو من البائع" (٧)، ظاهر قول الفقهاء السبعة عند شيوخنا أنه يرجع بالثمن كله إذا مات، ونحوه في العتبية، وحكي مثله (٨) عن ابن دحون، وذكر اللخمي أنه مختلف (٩) في هذا، هل يرجع عليه بجميع الثمن، أو بقيمة العيب.


(١) في ع: وكأنهم، وفي ح: كأنه.
(٢) كذا في ع وفي ح: العرب.
(٣) هم فقهاء المدينة الذين كان يرجع إليهم في الفقه، وهم: أبو بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام المخزومي، توفي ٩٤، وقيل ٩٥ هـ. (سير أعلام النبلاء: ٤/ ٤١٦، عروة بن الزبير بن العوام، سير أعلام النبلاء: ٤/ ٤٢١)، وعبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود، توفي ٩٩ هـ. (سير أعلام النبلاء: ٤/ ٤٧٥)، وخارجة بن زيد. توفي ٩٩ هـ، وقيل: ١٠٠ هـ. (سير أعلام النبلاء: ٤/ ٤٣٧)، والقاسم بن محمد بن أبي بكر، توفي ١٠١ هـ، وقيل: ١٠٢ هـ. وقال: يحيى بن معين سنة: ١٠٨، وقال الواقدي: ١١٢ هـ. (طبقات الفقهاء، ص: ٤١)، وأبو محمد سعيد بن المسيب المخزومي، توفي ٩١ هـ، وقيل: ٩٢ هـ. (طبقات الفقهاء، ص: ٣٩). وأبو أيوب سليمان بن يسار مولى ميمونة بنت الحارث، توفي ١٠٧ هـ. (طبقات الفقهاء، ص: ٤٣).
(٤) كذا في ع وح، وفي ق: في.
(٥) سقط من ق.
(٦) كذا في ع وفي ح: سالمة.
(٧) المدونة: ٤/ ٣١١.
(٨) كذا في ع وح، وفي ق: نحوه.
(٩) كذا في ع وح، وفي ق: يختلف.