وقال ابن حبان بإثره: قوله: "من غَسَل" يريد: غَسَل رأسه، "واغتسل" يريد: اغتسل بنفسه. لأنَّ القوم كانت لهم جُمَمٌ (جمع جُمَّة، وهو من شعر الرأس: ما سقط على المنكبين) احتاجوا إلى تعاهدها. وقوله: "بكّر وابتكر" يريد: بكَّر إلى الغُسل، وابتكر إلى الجمعة. وأخرج أبو داود (٣٤٩) بإسناده إلى مكحول في قوله: "غسل واغتسل"، قال: غسل رأسه وجسده. و (٣٥٠) عن سعيد بن عبد العزيز قال: غسل رأسه وغسل جسده. (١) كذا وقع عند الحاكم "الشيباني"، وهو خطأ صوابه: عثمان الشامي، كذا وقع منسوبًا في "إتحاف المهرة" لابن حجر ٩/ ٤٣٦ وفي مصادر التخريج، وهو عثمان بن خالد الشامي، ذكره البخاري في "التاريخ الكبير" ٦/ ٢١٩ وقال: يروي عن أبي الأشعث عن أوس، روى عنه ثور بن يزيد. (٢) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لجهالة عثمان الشامي، وقد أخطأ عثمان هذا فزاد في الإسناد: عبد الله بن عمرو، مع أنَّ أوس بن أوس قد صرَّح بسماعه من النبي ﷺ كما في رواية حسان بن عطية السالفة قبل هذا. واخرجه أحمد ١١/ (٦٩٥٤)، والبيهقي ٣/ ٢٢٧ من طريق روح بن عبادة، بهذا الإسناد. قال البيهقي: هكذا رواه جماعة عن ثور بن يزيد، والوهم في إسناده ومتنه من عثمان الشامي هذا، والصحيح رواية الجماعة عن أبي الأشعث عن أوس عن النبي ﷺ، والله أعلم. قلنا: لا وهم في متنه، فقد صحَّ الإسناد إليه كما في الرواية السابقة، وانظر لزامًا تعليقنا على "مسند أحمد".