قال: وفي الحديث ألفاظ منكرة تشبه ألفاظ الطُّرقية، مع أنَّ ابن عائذ روى معناه في "مغازيه" دون قوله: وبعث معه أبو بكر بلالًا .. إلى آخره، فقال: حدثنا الوليد بن يسلم، قال: أخبرني أبو داود سليمان بن موسى، فذكره بمعناه. ثم أورده الذهبي عن جماعة من أهل المغازي والسير بألفاظ مغايرة لهذا اللفظ الذي هنا. وذكر أنَّ الذي تفرد به بهذا اللفظ هو قُرادٌ أبو نوح - واسمه عبد الرحمن بن غزوان - وذكر في ترجمته في "السير" ٩/ ٥١٨ أنَّ له ما ينكر، ومن ذلك حديث لا يُحتمل في قصة النبي ﷺ وبَحيرا بالشام. يعني هذا الحديث. وممن أنكر هذا الحديثَ على فُرادٍ أيضًا ابن سيد الناس في "عيون الأثر" ١/ ٥٥، وابنُ كثير في "البداية والنهاية" ٣/ ٤٤٠، وابن حجر في "الإصابة" ١/ ٣٥٣، وأعلُّوه ببعض ما أعله به الذهبي من وجوه النكارة في بعض ألفاظه. وورى ابن عساكر في "تاريخه" ٣/ ٥ عن العباس بن محمد الدُّوري أنه سمعه من قرادٍ أحمدُ بن حنبل ويحيى بن مَعِين، وأنهما قالا: سمعناه من قُرادٍ لأنه من الغرائب والأفراد. قلنا: يعني أنهما =