للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وقتادة (١) وابن عباس (٢) , وقولُهُ: {آَمِنِينَ} أي: مما كنتم فيه في باديتكم من الجدب والقحط وقولُهُ: {وَخَرُّوا لَهُ سُجَّدًا} يقول: خرّ يعقوب وولده وأمّه ليوسف سجّدًا (٣)، وقالوا: كان ذلك تحيتهم, وقال ابن زيد (٤): السجود ليس قوله (٥) كما سجدت الملائكة لآدم, فبشرفه، لا سجود عبادة، وقال أعشى بني ثعلبة (٦):

فَلَمَّا أَتَانَا بُعَيْدَ الكَرَى ... سَجَدْنَا لَهُ وَرَفَعْنَا عمَارَا (٧)

{وَقَالَ يَا أَبَتِ هَذَا تَاوِيلُ رُؤْيَايَ مِنْ قَبْلُ} أي: قال يوسف لأبيه: هذا السجود الذي سجدتَ أنت وأمّي وإخوتي ما آلت إليه رؤياي التي كنت رأيتها, وهي قبل صنيع إخوته به ما صنعوا, {قَدْ جَعَلَهَا رَبِّي حَقًّا} أي: قد حقّقها ربي، بمجيء تأويلها على الصحَّة, واختلف في المدّة التي كانت بين


(١) عبدالرزاق، مرجع سابق، ١/ ٣٢٨.
(٢) ابن أبي حاتم، مرجع سابق، ٧/ ٢٢٠١.
(٣) ابن جرير، مرجع سابق، ١٣/ ٣٥٤.
(٤) عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ مَوْلَى عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ. تُوُفِّيَ بِالْمَدِينَةِ فِي أَوَّلِ خِلَافَةِ هَارُونَ، وزيد أبوه هو ابن أسلم العدوي: الفقيه العابد المفسر، مولى عمر بن الخطاب رضي الله عنه كان من كبار التابعين الذين عرفوا بالتفسير والعبادة، وكانت له حلقة للفتوى والعلم بالمدينة يجلس فيها العلماء، وله تفسير يرويه عنه ابنه عبد الرحمن. (ت: ١٣٦ هـ). الذهبي، سير أعلام النبلاء، مرجع سابق، ٥/ ٣١٦. الزركلي، مرجع سابق، ٣/ ٥٦.
(٥) كذا بالأصل "قوله" وهي زائدة على السياق. ابن جرير، مرجع سابق، ١٦/ ٢٧٠. ابن أبي حاتم، مرجع سابق، ٧/ ٢٢٠٢.
(٦) البيت من قصيدته في تمجيد قيس بن معد يكرب، وكان خرج معه في بعض غاراته، فكاد الأعشى أن يؤسر، فاستنقذه قيس، فذكر ذلك فقال: فَيَا لَيْلَةً لِيَ فِي لَعْلَعٍ كَطَوْفِ الغَرِيبِ يَخَافُ الإسَارَا فلمَّا أَتَانا و" لَعْلَعٍ" مكان بين الكوفة والبصرة. يذكر في البيت الأول قلقه وشدة نزاعه وحيرته، لما تأخر قيس، وقد كاد هو يقع في أسر العدو، فلما جاء قيس استنقذه ومن معه، فسجدوا له وحيوه. و" العمار" مختلف في تفسير قيل: هو العمامة أو القلنسوة، وقيل الريحان يرفع للملك يحيا به، وقيل: رفعنا أصواتنا بقولنا: "عمرك الله".ابن جرير، مرجع سابق، ١٦/ ٢٧٠.الثعلبي، مرجع سابق، ٥/ ٢٥٩.
(٧) كذا في الأصل "عمَارَا ". وضرب الناسخُ على الهامش وصوبه "العَمَارَا" وهو الصواب- إن شاء الله- لما ورد في المصادر التالية، ابن دريد، مرجع سابق، ٢/ ٧٧٢. ابن فارس, مجمل اللغة، مرجع سابق، ١/ ٦٢٩. الجوهري، مرجع سابق، ٢/ ٧٥٨.

<<  <   >  >>