النووي: وهو صحيح كأنه أشبع فتحة الكاف فتولدت منها ألف وفي بعض النسخ "والله ما نعطاكهن" وفي بعضها "لا نعطيكهن".
وقوله "مكانهن من حائطه" هكذا هو في رواية مسلم وفي رواية للبخاري "مكانهن من خالصه" أي من خالص ماله قال ابن التين: المعنى واحد لأن حائطه صار له خالصا.
(وكان من شأن أم أيمن -أم أسامة بن زيد- أنها كانت وصيفة لعبد الله بن عبد المطلب [أي خادمة له] وكانت من الحبشة) قال النووي: هذا تصريح من ابن شهاب أن أم أيمن -أم أسامة بن زيد- حبشية وكذا قال الواقدي وغيره ويؤيده ما ذكره بعض المؤرخين أنها كانت من سبي الحبشة أصحاب الفيل وقيل إنها لم تكن حبشية وإنما الحبشية امرأة أخرى واسم أم أيمن التي هي أم أسامة بركة كنيت بابنها أيمن بن عبيد الحبشي صحابي استشهد يوم خيبر. قاله الشافعي وغيره.
(فلما ولدت آمنة رسول الله صلى الله عليه وسلم -بعد ما توفي أبوه- فكانت أم أيمن تحضنه حتى كبر رسول الله صلى الله عليه وسلم) جواب "لما" محذوف تقديره: فلما ولدت آمنة رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد ما توفي أبوه انتقل ملكها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فكانت تحضنه إلخ وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "بركة أمي بعد أمي".
(ثم أنكحها زيد بن حارثة) فولدت له أسامة وكان أسود أفطس توفي آخر أيام معاوية سنة ثمان أو تسع وخمسين ومات النبي صلى الله عليه وسلم وهو ابن عشرين سنة.
-[فقه الحديث]-
-[يؤخذ من الحديث]-
١ - قال النووي: فيه فضيلة ظاهرة للأنصار في مواساتهم وإيثارهم وما كانوا عليه من حب الإسلام وإكرام أهله وأخلاقهم الجميلة ونفوسهم الطاهرة وقد شهد الله تعالى لهم بذلك فقال تعالى {والذين تبوءوا الدار والإيمان من قبلهم يحبون من هاجر إليهم}[الحشر: ٩].
٢ - وفيه فضيلة للمهاجرين حيث لم تطب نفوسهم أن يقبلوا منيحة خالصة بدون مقابل وكرهوا أن يكونوا كلا على غيرهم.
٣ - في قوله "رد المهاجرون إلى الأنصار منائحهم التي كانوا منحوهم من ثمارهم" دليل على أن هذه المنائح كانت منائح ثمار وليست تمليكا لرقاب النخل إذ لو كانت هبة لرقبة النخل لم يرجعوا فيها فإن الرجوع في الهبة بعد القبض لا يجوز وإباحة الثمر يجوز الرجوع فيها.