للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

{يهدي إلى الرشد} يدعو إلى الصواب والتوحيد والإيمان.

(استطير أو اغتيل) معنى "استطير" طارت به الجن، ومعنى "اغتيل" قتل سراً، والغيلة بكسر الغين هي القتل في خفية.

(من آذن النبي صلى الله عليه وسلم بالجن؟ ) أي من أعلمه حين القراءة بأنه يقرأ على الجن؟

-[فقه الحديث]-

قصد الإمام مسلم من ذكر هذا الحديث هنا هو الاستدلال على الجهر في قراءة الصبح، أخذاً من سماع الجن للرسول صلى الله عليه وسلم، وهو يصلي بأصحابه صلاة الفجر.

لكن أحاديث الباب تتعرض لثلاث مسائل مهمة، هي:

١ - الروايات المتعارضة في قراءته صلى الله عليه وسلم على الجن والتوفيق بينها ما أمكن.

٢ - حقيقة الجن والشياطين وأصل خلقتهم ومعايشهم وتكليفهم وثوابهم.

٣ - استراقهم السمع ورميهم بالشهب.

وسنحاول الإلمام مع الاختصار، فإن الآراء في هذه المسائل كثيرة، وغير محكومة بالعقل، وغير يقينية الدليل. والله ولي التوفيق:

١ - بالإضافة إلى روايات الباب يروي أبو داود وغيره عن ابن مسعود أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "أمرت أن أتلو القرآن على الجن، فمن يذهب معي؟ فسكتوا. ثم قال الثانية فسكتوا، ثم قال الثالثة، فقال ابن مسعود: أنا أذهب معك يا رسول الله، فانطلق حتى جاء الحجون، عند شعب أبي دب [فيه مدفن آمنة بنت وهب أم النبي صلى الله عليه وسلم] فخط علي خطاً، فقال: لا تجاوزه، ثم مضى إلى الحجون، فانحدر عليه أمثال الحجل، يحدرون الحجارة بأقدامهم، يمشون يقرعون في دفوفهم كما تقرع النسوة في دفوفها، حتى غشوه فلا أراه، فقمت، فأومأ إلي بيده أن اجلس فتلا القرآن، فلم يزل صوته يرتفع ولصقوا بالأرض حتى ما أراهم؟ فلما انفلت إلي قال: أردت أن تأتيني؟ قلت: نعم يا رسول الله، فقال: ما كان ذلك لك. هؤلاء الجن أتوا يستمعون القرآن، ثم ولوا إلى قومهم منذرين، فسألوني الزاد فزودتهم العظم والبعر" قال عكرمة: وكانوا اثنى عشر ألفاً من جزيرة الموصل.

ومن غير هذا الوجه يروي ابن مسعود: "انطلق بي عليه السلام، حتى إذا جئنا المسجد الذي عند حائط عوف خط لي خطأ، فأتاه نفر منهم، كأنهم رجال الزط [جنس من الهنود] فقالوا: من أنت؟ قال: أنا نبي الله. قالوا: فمن يشهد لك على ذلك؟ قال: هذه الشجرة، فقال: يا شجرة. فجاءت تجر عروقها حتى انتصبت بين يديه. فقال: على ماذا تشهدين؟ قالت: أشهد أنك رسول الله فرجعت كما جاءت".

<<  <  ج: ص:  >  >>