قدامك. وأتراءف على من أتراءف، وأرحم من أرحم، وقال: لا تقدر أن ترى وجهي، لأن الإنسان لا يراني ويعيش، وقال الرب: هو ذا عندي مكان، فتقف على الصخرة، ويكون متى أجتاز مجدي أني أضعك في نقرة من الصخرة، وأسترك بيدي حتى أجتاز، ثم أرفع يدي فتنظر ورائي، وأما وجهي فلا يرى) . (سفر الخروج ٣٣: ١٨ - ٣٢) .
والقرآن الكريم براء من هذا الهراء، فإن قوله تعالى:{لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ} ينفي عن الله - عز وجل - المادية والكيفية والكمية والنوعية، وهذا لأنه واجب الوجود لذاته، وما سواه ممكن الوجود في ذاته.
وفي هاتين الآيتين تذكير للمسلم بمساواة النصراني بالمسلم من حيث الوحدانية ومن حيث تمتعه برضوان الله.
ويسترسل المبشر في قوله، فيقول: أن الله كلف الرسول الكريم باستفتاء أهل الكتاب فيما استعصى عليه بقوله تعالى: {فَإِنْ كُنْتَ فِي شَكٍّ مِمَّا أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ فَاسْأَلِ الَّذِينَ يَقْرَءُونَ الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكَ) ... زهنا يتغاضى عن ذكر بقية الآية، وهيهات للمسلم أن يتداركها. وهي: (لَقَدْ جَاءَكَ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ فَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ} .