للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وقال جالينوس: مُحَادَثَةُ الرَّجل من يهوى، تَسُلُّ التَّعَب والنَّصَب من مَفَاصِله سَلاّ.

وقال بعض الحكماء: صَفْوُ العِيش؛ الخُلْوةُ بِمَنْ تُحب. وسُئلَ بعضُ الظُّرفاء فقيل له: مَا أَحَبُّ شيٍ

إليكَ في الدُّنْيَا؟ فقال: خُلوةٌ بِمَنْ أحب، لايرانا إِلاَّ الموت.

وقال أبو صخر الهذلي في هذا المعنى، من قصيدة قرأتها في (النوادر) لأبي علي:

تمنيتُ من حُبِّي عُلَيّةَ أَنَّنَا ... على رَمَثٍ في البحر ليس لنا وَفْرُ

على دائمٍ لايَعْبُرُ الفُلْكُ مَوْجَهُ ... ومن دونِنَا الأهوالُ واللُّجَجُ الخُضْرُ

فَنَقْضِي هَمَّ النَّفْسِ في غير رِقْبَةٍٍ ... وَيُغْرِقُ مَنْ نَخْشَى نَمِيمَتَهُ البَحْرُ

فالرَّمَثُ أعواد يضم بعضها إلى بَعض، فيركب عليها في البحر.

وَيُرْوَى: (على رمث في الشرم). والشَّرْمُ: البَحْرُ من قولهم: شَرَمْتُ الشيء إذا شَقَقْتَه. والبحر؛ من

قولهم بحرت الشيء؛ إذا شققته أيضا شقّاً واسعا. وقيل: الشّرْمُ لُجَّة البحر، ومنه البحيرة، وهي الناقة

المشقوقة الأذن، والناقة بَحِيرَةٌ وَهَجُورَةٌ. ويقال للبحر أيضا: البَضِيعُ من قولهم: بَضَعْتُ الشيء إذا

شَقَقْتُهُ.

قوله: (ويغرق من نَخْشَى نميمته) أي: أفشاه للحديث. قال أبو زيد:

<<  <  ج: ص:  >  >>