منها. وإِنَّ الرَّجُلَ لَيَعْمَلُ الحَسَنَة؛ إن عمل سيئة قط، أضر عليه منها.
قال ابن الأعرابي: معناه؛ أن يعمل الذَّنْب؛ فلا يزال منه مشفقاً وَجِلاً أن يعاوده فينفعه ذلك. ويعمل
الحسنة فيحتسبها على ربه، ويعجب بها، ويَنْسَى فضل الله عليه فيها فتهلكه.
وقال الحسن: إِنَّ الرَّجُلَ لَيذنب الذَّنب، فما يزال كئيبا حتى يَلْقَى ربه؛ وإذا مال الرجل إلى الهوى
قبل: صَبَا يَصْبُو صَباً وَصَبْوَةً. قال الشاعر:
وَمَا يَسْتَوي الصَّابي ومَنْ ترَكَ الصَّبَا ... وَان الصَّبَا لَلْعَيْشُ لَوْلاَ العَوَاقِبُ
وكانوا يقولون (الغَريبُ مَنْ لَيْسَ لَهُ حَبيب).
وحكى يحي بن الفضيل، عن الأصمعي أنه قال: كنت في بعض البوادي، فقال لي أعرابي: يا
أصمعي! أنت بهذه البلدة غريب. فقلت له: نعم. فقال: هيهات هيهات! (إنما الغريب من جفاه
الحبيب). وقال الشاعر:
وفي الجِيرةِ الغَادِينَ مِنْ بطن وَجْرَةَ ... غَزالٌ كحيلُ المُقْلَتَينِ رَبِيبُ
فلا تحسَبِي أن الغريبَ الذي نأى ... ولكنَّ مَنْ تَنْأَيْنَ عنه غَريبُ
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.app/page/contribute