للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

لعَلَ ما أبقَى على ماأرى ... يوشك أن ينعاني النَّاعِي

كيفَ احْتِرَاسِي منْ عَدُوي إِذاَ ... كانَ عُدِّوي بَيْنَ أَضْلاَعِي

قال: فقلت له: مَا العِشْقُ؟ فقال هو ارْتِيَاحٌ في الخِلْقَة، وفَرَحٌ يَجُولُ في الرُّوح، وسُرُورٌ تُسَبِّبُه

الخواطر، في مُسْتَقَرِّ غَامض، ومَحَلٍّ لَطِيفِ المَسَالِك، يتصل بأجزاء القُوَى، وَيَنْسَابُ في الحركات.

وهو أُنْسُ العَقْل، وَبَشَاشَةُ الخواطر. وأنشد:

كُلُّ النفوس لها في قَتْلها قَوَدٌ ... إلاَّ نُفُوسٌ أَبادتها الدُّمَى القُتْلُ

وكُلُّ جرحٍ له شيءٌ يُلائمه ... إلا جروحاً جَنَتْهَا الأعينُ النُّجْلُ

وقال الضحاك: بينما أنا أطوف بالبيت؛ إذ سمعتُ جارية تقول: اللهمَّ مالكَ يوم القضاء، وخالقَ

الأرضِ والسماء، فارحَمْ أَهْلَ الهوى، واستنقذهم من البلاء، واعطف عليهم قلوبَ أَوِدَّائِهمْ بالصَّفاء،

إنك سميعُ الدعاء، فقلت: يا هذه، أما تَتَّقِينَ اللَّه، وأَنْتِ في الطواف، فأَقْبَلَتْ عَلَيَّ بوجه، كأنه فَلْقَةُ

قمر. وقالت: إِليكَ عَنِّي! لاَيُرْهِقُكَ الحُبُّ؟ فقلت: وما الحُبُّ؟ قالت: جَلَّ، واللَّهِ، أنْ يَخْفى، وخَفِيَ أن

يُرَى، له كُمونٌ ككمون النار في الحجَر إِنْ قَدَحْتَه أَوْرَى؛ وَإنْ تَرَكْتَهُ تَوَارَى.

وأنشدني بعض الأدباء لسعيد بن حميد:

<<  <  ج: ص:  >  >>