للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>

صلى الله عليه وسلم: "يرفع للغادر لواء بقدر غدرته يوم القيامة فيقال هذا لواء غدرة فلان".

فأما اللوى بالقَصْر فهو ما الْتَوى من الرَّمل، ويكتب بالياء وجمعه أَلْواء. قال ذو الرمة:

ولَم تُبق ألْواءُ الثَّمَانِي بَقِيَّة ... من الرُّطْبِ إلاّ بَطْنُ وادٍ وحاجِرُ

وقوله: فَيْءُ العُقاب، فالعقاب الطائر المعروف.

ويقال للراية العقاب تشبيها بالطائر،، ومنه قول الشاعر:

مراسٌ لا يكون له كفاء ... إذا جال الكفيف عن العُقَابِ

يعني: عن اللواء. والفيء: ما تحوَّل عن جهة الغداة برُجوع الشمس عنه. ويقال: تفَيَّأتُ في الشجر

وفَيَّأت الشجر. قال الله تعالى: (يَتَفَيَّأُ ظِلَالُهُ عَنِ الْيَمِينِ وَالشَّمَائِلِ). قال قتادة وغيره من أهل العلم: يعني أول النهار وآخره. وجاء

على توحيد اليمين، وجَمْع الشمال، لأن اليمين وإن كان واحداً هنا فمعناه الجمع، وقيل: لَمَّا كان تَفَيُؤ

الظِّلِّ

على ناحية الشمال وأكثرُ منه على ناحية اليمين، أَفْرَدَ اليمين وجَمَعَ الشمال، فالشمائل للكثرة

والسَّعة، وقيل: ردُّ اليمين على لفظ ما، والشمائل على معناها. كقوله تبارك وتعالى (وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَتَّخِذُ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَنْدَادًا يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ). ففي: يتخذ

ضمير مفرد عائد على لفظ (مَنْ) والضمير الظاهر في يحبونهم عائد على

<<  <  ج: ص:  >  >>