"الستور": مثل لكل حاجز عن الحرام، حاجب عن المحظور، من دِينٍ ومروءة وحياء وهمة وعار وعفة. قال المناوي في "فيض القدير" ٤/ ٢٥٤: إنما ضرب رسول الله ﷺ المثل بذلك زيادة في التوضيح والتقريب، ليصير المعقول محسوسًا، والمتخيل محققًا، فإن التمثيل إنما يُصار إليه لكشف المعنى الممثل، ورفع الحجاب عنه، وإبرازه في صورة المشاهد ليساعد فيه الوهمُ العقلَ، فإن المعنى الصِّرف إنما يُدركه العقل مع منازعة الوهم، لأن طبعه الميل إلى الحِسِّ وحُب المحاكاة، ولذلك شاعت الأمثال في الكتب الإلهية، وفشت في عبارات البلغاء، وإشارات الحكماء. (٢) قال الإِمام الذهبي في "الميزان": قال أبو الحسن ابن القطان: بقية يدلس عن الضعفاء ويستبيح ذلك، وهذا - إن صح - مفسد لعدالته. قلت (القائل هو الذهبي): نعم والله صح هذا عنه أنه يفعله، وصح عن الوليد بن مسلم وعن جماعة كبارٍ فعله، وهذه بلية منهم، ولكنهم فعلوا ذلك باجتهادٍ وما جوزوا على ذلك الشخص الذي يسقطون ذكره بالتدليس أنه يتعمد الكذب، هذا أمثلُ ما يُعتذر به عنهم. وأما إسماعيل بن عياش، فالقول فيه: أنه ثقة فيما روى عن الشاميين، وأما روايته عن أهل الحجاز، فإن كتابه ضاع، فخلط في حفظه عنهم.