وأخرجه من طريق الطبراني المزي في تهذيب الكمال ١٧/ ٣٣٤. وأخرجه ابن أبي عاصم في السنة ١/ ٣٦٥ (٥٣٦)، و ١/ ٤٤٠ (٦٤٩)، وأبو نعيم في صفة الجنة ٣/ ٢٠٧ (٣٦٤)، من طريق إبراهيم بن المنذر. والبخاري في التاريخ الكبير ٣/ ٢٤٩، وعبد الله بن أحمد في زوائده على المسند ٢٦/ ١٢١ (١٦٢٠٦)، وفي كتاب السنة ٢/ ٤٨٥ (١١١٢٠) ومن طريقه ابن كثير في البداية والنهاية ١٩/ ٣٤٧، والرافعي في التدوين في أخبار قزوين ٢/ ٢٣٢، من طريق إبراهيم بن حمزة. وابن خزيمة في التوحيد ١/ ٤٦٠ (٢٧١)، والحاكم ٤/ ٦٠٥ (طبعة دار الكتب العلمية)، وابن النحاس في الرؤية (٧)، من طريق يعقوب بن محمد الزهري. كلهم عن عبد الرحمن بن المغيرة، عن عبد الرحمن بن عياش، عن دلهم بن الأسود، عن جده: عبد الله، عن عمه لقيط بن عامر به. وزاد عند البخاري، وأحمد، وابن أبي عاصم في الموضع الثاني: (وقال دلهم: حدثنيه أبي: الأسود، عن عاصم بن لقيط، عن لقيط). وقال المزي في تهذيب الكمال: «هكذا وقع في هذه الرواية: عن دلهم عن جده، والمحفوظ: عن أبيه عن جده». وأخرجه أبو داود ٣/ ٥٧٧ (٣٢٦٦)، وأبو الشيخ في الأمثال (٣٤٥)، والدارقطني في الرؤية (٢٠٩)، من طريق إبراهيم بن حمزة، عن عبد الرحمن بن عياش السمعي، عن دلهم، عن أبيه، عن عمه لقيط. وقال دلهم: وحدثنيه أيضاً الأسود بن عبد الله، عن عاصم بن لقيط، أن لقيط … ووقع عند أبي داود: (عبد الملك بن عياش)، وهو خطأ نبه عليه المزي في ترجمته. وأخرجه ابن بشكوال في غوامض الأسماء المبهمة ١/ ٤٠٠، من طريق إبراهيم بن المنذر، عن عبد الرحمن بن عياش السمعي، عن دلهم بن الأسود، عن جده: عبد الله بن حاجب، عن النبي ﷺ. وقال في تحفة الأشراف ٨/ ٣٣٤: «رواه غير واحد، عن إبراهيم بن حمزة الزبيري، عن عبد الرحمن بن المغيرة بن عبد الرحمن الحزامي، عن عبد الرحمن بن عياش السمعي، عن دلهم، عن أبيه، عن جده، عن عمه لقيط بن عامر. وعن دلهم، عن أبيه، عن عاصم بن لقيط، عن لقيط. وتابعه إبراهيم بن المنذر الحزامي، عن عبد الرحمن بن المغيرة». قلت: وإسناده ضعيف؛ فمداره على عبد الرحمن بن عياش، وهو مجهول، وكذلك دلهم بن الأسود، وأبوه، وقد اضطرب عبد الرحمن فيه فرواه على عدة أوجه كما تقدم، مما يزيده ضعفاً. وقال ابن كثير في البداية والنهاية ٧/ ٣٣٩: «هذا حديث غريب جداً، وألفاظه في بعضها نكارة». وقال الحافظ ابن حجر في التهذيب ٥/ ٥٠: «وهو حديث غريب جداً». وروي من طريق أخرى عن دلهم، ولكنها لا تثبت: فقد أخرجه ابن عدي في الكامل ٧/ ٢٤٩٣، من طريق النضر بن طاهر، عن دلهم بن الأسود بن عبد الله بن حاجب، حدثني عبد الله بن حاجب، عن أبى رزين: لقيط بن عامر … فذكر الحديث كله بطوله. وقال ابن عدي: «وهذا يعرف بحديث دلهم بن الأسود، ويرويه إبراهيم بن المنذر عن عبد الرحمن بن المغيرة، وهو حدثه عن دلهم، والنضر بن طاهر وثب عليه فسرقه من عبد الرحمن بن المغيرة». ومع ما تقدم فقد ذهب الإمام ابن القيم إلى تقوية الحديث: فقال في زاد المعاد ٣/ ٦٧٧: «هذا حديث كبير جليل، تنادي جلالته وفخامته وعظمته على أنه قد خرج من مشكاة النبوة، لا يعرف إلا من حديث عبد الرحمن بن المغيرة بن عبد الرحمن المدني، رواه عنه إبراهيم بن حمزة الزبيري، وهما من كبار علماء المدينة، ثقتان محتج بهما في الصحيح، احتج بهما إمام أهل الحديث محمد بن إسماعيل البخاري، ورواه أئمة أهل السنة في كتبهم، وتلقوه بالقبول، وقابلوه بالتسليم والانقياد، ولم يطعن أحد منهم فيه، ولا في أحد من رواته. فممن رواه: الإمام ابن الإمام؛ أبو عبد الرحمن: عبد الله بن أحمد بن حنبل في مسند أبيه، وفي كتاب السنة، وقال: كتب إلي إبراهيم بن حمزة بن محمد بن حمزة بن مصعب بن الزبير الزبيري: كتبت إليك بهذا الحديث، وقد عرضته وسمعته على ما كتبت به إليك، فحدث به عني. ومنهم الحافظ الجليل أبو بكر أحمد بن عمرو بن أبي عاصم النبيل في كتاب السنة له. ومنهم الحافظ أبو أحمد محمد بن أحمد بن إبراهيم بن سليمان العسال في كتاب المعرفة. ومنهم حافظ زمانه ومحدث أوانه أبو القاسم سليمان بن أحمد بن أيوب الطبراني في كثير من كتبه. ومنهم الحافظ أبو محمد عبد الله بن محمد بن حيان أبو الشيخ الأصبهاني في كتاب السنة. ومنهم الحافظ أبو عبد الله محمد بن إسحاق بن محمد بن يحيى بن مندة حافظ أصبهان. ومنهم الحافظ أبو بكر أحمد بن موسى بن مردويه. ومنهم حافظ عصره أبو نعيم أحمد بن عبد الله بن إسحاق الأصبهاني. وجماعة من الحفاظ سواهم يطول ذكرهم وقال ابن منده: روى هذا الحديث محمد بن إسحاق الصنعاني، وعبد الله بن أحمد بن حنبل وغيرهما، وقد رواه بالعراق بمجمع العلماء وأهل الدين جماعة من الأئمة منهم: أبو زرعة الرازي، وأبو حاتم، وأبو عبد الله محمد بن إسماعيل، ولم ينكره أحد، ولم يتكلم في إسناده، بل رووه على سبيل القبول والتسليم، ولا ينكر هذا الحديث إلا جاحد أو جاهل أو مخالف للكتاب والسنة. هذا كلام أبي عبد الله بن مندة». انتهى كلام ابن القيم. قلت: وفي كلامه ﵀ نظر، فقد تقدم ضعف إسناده لجهالة عدد من رواته، واضطراب أحدهم فيه، وكون بعض الأئمة يروونه في كتبهم، ليس بمبرر لقبوله واعتماده، والله أعلم.