للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقوله: (قتلتم سعدا. فقلت: قتل الله سعدًا) ليس هو كما يقع للناس أنه دعاء على سعد، وإنما هو على سبيل الإخبار؛ لأنهم أرادوا: قتلتم سعدًا بالوطء والدوس. فقال عمر: (قتل الله سعدًا) أي: إن كان قد قتل فالله قد قتله، أي فلو مات كان دمه هدرًا في مصلحة المسلمين.

وقوله: (فلا يتابع هو ولا الذي بايعه تغرة أن يقتلا). المعنى لا ترون تغريره بنفسه واحتقاره أن يقتل أن حمله على ذلك حق.

وقول ابن شهاب: (إن عويم بن ساعدة من الرجال الذين قال الله تعالى فيهم: {فيه رجال يحبون أن يطهروا والله يحب المطهرين} فإنما أخبر أنهم أحبوا ما أحب الله منهم.

* وفيه أيضا: أنهم أحبوا أن يتطهروا، والله يحب المتطهرين أي الكاملي الطهارة.

* وقول معن بن عدي: (لكني والله أحب أني مت قبله حتى أصدقه ميتا كما صدقته حيا) فإن هذا من متانة فقهه (٣٣/ أ)، وإن موت الرسول - صلى الله عليه وسلم - زلزلة قوية لإيمان الخلق، وما أحسه معن أن يكتب له ثبات وسلامة من هذه الزلزلة مقصودة حسن وغرض صالح، رضي الله عنهم أجمعين.

- ٢٧ -

الحديث التاسع: (في اعتزال النبي - صلى الله عليه وسلم - نساءه).

[عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة عن ابن عباس أنه قال: لم أزل حريصًا أن أسأل عمر بن الخطاب عن المرأتين من أزواج النبي صلى الله عليه وسلم

<<  <  ج: ص:  >  >>