قل، لأن الكثير يجتمع من القليل، ومتى لم يلعق الأصابع ويمسح القصعة ضاع ما فيها، وقد نهي عن إضاعة المال.
* وقوله في اللقمة:(فليمط عنها الأذى) وذلك لئلا يكون مضيعًا للمال من جهة أن تلك اللقمة قد تكون سادة جوع مسلم أو مثقلة للميزان، ميزان متصدق بها أو ببعضها، فلا معنى في إضاعتها؛ فربما تكون ميزانه في القيامة قد وقفت على أن ترجح تلك اللقمة، وذا رجحت بها دخل الجنة، وإن لم تكن اللقمة فرجحت سيئاته دخل النار، فيكون إهماله لتلك اللقمة تكبره عن أن يزيل عنها الأذى قد أدخله النار؛ ولو فعل لأدخله الجنة، وهذه اللقمة أمر ظاهر وميزانها مكشوف، والوزن فيها بين، وكم فيها من ذرة، وقد قال تعالى: {فمن يعمل مثقال ذرة خيرًا يره (٧) ومن يعمل مثقال ذرة شرًّا يره}.
[* وقوله:(ولا يدعها للشيطان) بمعنى من أجله.
* وقوله:(فإنكم لا تدرون في أي طعامكم البركة) وهذا لأن البركة ربما تكون في الجزء الملقى.
- ١٨٠٠ -
الحديث الثالث والثلاثون:
[عن أنس:(أن جارًا لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - فارسيًّا، كان طيب المرق، فصنع لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - طعامًا، ثم جاء يدعوه، فقال: (وهذه) لعائشة. فقال: لا، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (لا) ثم عاد يدعوه، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (وهذه؟)