* في هذا الحديث من الفقه ما يدل على أن الله ملأ قلوب أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إيمانًا ويقينًا، فإن هؤلاء النفر الذين وقوا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بنفوسهم، وفدوه بأرواحهم واحد بعد واحد، ولم يتردد فيهم متردد، ولا تلوم منهم متلوم، بل أقدموا إقدامًا على الموت ورضى بالجنة ثمنًا من الدنيا، وهذا مما يدل كل الدلالة على أن الله تعالى خصهم من الإيمان واليقين بنا كانوا له أهلًا.
* فأما يوم أحد فقد كانت فيه لله سبحانه وتعالى أسرار كثيرة إلا أن منها فعل هؤلاء الرهط الذين بان فضلهم بأن جمعهم على ذلك الماقط حول رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وأكب المشركون عليهم، ظهرت منهم هذه الجواهر التي يبقى عرف طيبها على المسلمين كافة إلى يوم القيامة.
* وفيه أن المصلي إذا كان في صلاته فتكلم عنده القوم ففهم ما يقولونه لم تبطل صلاته، لأن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فهم ما جرى لأصحابه مع الغلام، وأجابهم بعد انقضاء صلاته بما دل على أنه فهم ما جرى لهم.
- ١٧٩٤ -
الحديث السابع والعشرون:
[عن أنس:(أن قريشًا صالحوا النبي - صلى الله عليه وسلم -، فيهم سهيل بن عمرو، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - لعلي رضي الله عنه: اكتب: بسم الله الرحمن الرحيم، فقال سهيل: أما بسم الله فما ندري (بسم الله الرحمن الرحيم)؟ ولكن أكتب ما نعرف: باسمك اللهم، فقال: اكتب من محمد رسول الله، قالوا: لو علمنا