للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وَرُسُلِهِ وَيقُولُونَ نُؤْمِنُ بِبَعْضٍ وَنَكْفُرُ بِبَعْضٍ وَيُرِيدُونَ أَنْ يَتَّخِذُوا بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلا (١٥٠) أُوْلَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ حَقًّا وَأَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ عَذَابًا مُّهِينًا (١٥١)[النساء]، فإذا كان الله تعالى قد صرح في كتابه أن من آمن ببعض وكفر ببعض فهو الكافر حقًا، وأنه يستحق ما ذكر؛ زالت [هذه] الشبهة، وهذه هي التي ذكرها بعض أهل الأحساء في كتابه الذي أرسله إلينا.

٢ - ويقال أيضًا: إن كنت تقر أن من صدق الرسول في كل شيء وجحد وجوب الصلاة، إنه كافر حلال الدم والمال بالإجماع؛ كذلك إذا أقر بكل شيء إلا البعث، وكذلك لو جحد وجوب صوم رمضان وصدق بذلك كله؛ لا تختلف المذاهب فيه، وقد نطق به القرآن كما قدمنا.

فمعلوم أن التوحيد هو أعظم فريضة جاء بها النبي ، وهو أعظم من الصلاة والزكاة والصوم والحج، فكيف إذا جحد الإنسان شيئًا من هذه الأمور كفر، ولو عمل بكل ما جاء به الرسول ، وإذا جحد التوحيد الذي هو دين الرسل كلهم لا يكفر؟ سبحان الله ما أعجب هذا الجهل!

٣ - ويقال أيضًا لهؤلاء: أصحاب رسول الله قاتلوا بني حنيفة، وقد أسلموا مع النبي وهم يشهدون: أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله ، ويؤذنون ويصلون، فإن قال: إنهم يقولون: إن مسيلمة نبي؟ فقل: هذا هو المطلوب، إذا كان من رفع رجلًا إلى

<<  <   >  >>