عبد القادر ولا غيره ابن الله … » إلى آخره، فهذه أيضًا شبهة من شبه المشركين القبوريين.
والجواب عنها أن يقال: نسبة الولد إلى الله هو كفر مستقل، فإن الله تعالى نزه نفسه عن الولد وكذَّب من زعم ذلك فقال: ﴿قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَد (١) اللَّهُ الصَّمَد (٢) لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَد (٣) وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَد (٤)﴾، وفسر الأحد: أنه الذي لا نظير له، والصمد هو المقصود في الحوائج، فمن جحد ذلك جحد معنى السورة، ومن نسب الولد إلى الله كفر، ولو لم يجحد السورة.
ومن الأدلة على أن الشرك ونسبة الولد كل منهما كفر على حدة؛ قوله تعالى: ﴿مَا اتَّخَذَ اللَّهُ مِنْ وَلَدٍ وَمَا كَانَ مَعَهُ مِنْ إِلَهٍ﴾ [المؤمنون: ٩١]، وقال سبحانه:
﴿وَلَا تَقُولُوا ثَلَاثَةٌ انتَهُوا خَيْرًا لَّكُمْ إِنَّمَا اللّهُ إِلَهٌ وَاحِدٌ سُبْحَانَهُ أَنْ يَكُونَ لَهُ وَلَدٌ﴾ [النساء: ١٧١]، ويؤكد ذلك أن العلماء في جميع المذاهب ذكروا في باب «حكم المرتد» أن المسلم إذا زعم أن لله ولدًا فقد كفر وصار مرتدًا، وإن أشرك بالله صار مرتدًّا، فجعلوا كلًّا من الأمرين موجب للردة.
ومما يبطل هذه الشبهة أن الذين كانوا يدعون «اللات» الذي كان يلت السويق للحاج في الطائف كفروا بشركهم مع أنهم لم يجعلوه ابنًا لله، وكذلك الذين عبدوا الجن لم يزعموا أنهم أبناء الله، فكانوا بهذا مشركين؛ قال ﷾: ﴿وَجَعَلُوا لِلّهِ شُرَكَاء الْجِنَّ وَخَلَقَهُمْ وَخَرَقُوا لَهُ بَنِينَ وَبَنَاتٍ بِغَيْرِ عِلْمٍ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يَصِفُون (١٠٠)﴾ [الأنعام]، فمشركو العرب جمعوا بين هذين الشركين، والنصارى كذلك قالوا: المسيح ابن الله، فجعلوه