للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

والصمد: المقصود في الحوائج، فمن جحد هذا فقد كفر ولو لم يجحد السورة.

وقال الله تعالى: ﴿مَا اتَّخَذَ اللَّهُ مِنْ وَلَدٍ وَمَا كَانَ مَعَهُ مِنْ إِلَهٍ﴾ [المؤمنون: ٩١] ففرق بين النوعين، وجعل كلًا منهما كفرًا مستقلًا، وقال الله تعالى: ﴿وَجَعَلُوا لِلّهِ شُرَكَاء الْجِنَّ وَخَلَقَهُمْ وَخَرَقُوا لَهُ بَنِينَ وَبَنَاتٍ بِغَيْرِ عِلْمٍ﴾ [الأنعام] ففرق بين الكفرين.

والدليل على هذا أيضًا أن الذين كفروا بدعاء اللات - مع كونه رجلًا صالحًا - لم يجعلوه ابن الله، والذين كفروا بعبادة الجن لم يجعلوهم كذلك.

وكذلك أيضًا: العلماء في جميع المذاهب الأربعة يذكرون في «باب حكم المرتد»؛ أن المسلم إذا زعم أن لله ولدًا فهو مرتد، [وإن أشرك فهو مرتد]، فيفرقون بين النوعين، وهذا في غاية الوضوح.

وإن قال: ﴿أَلا إِنَّ أَوْلِيَاء اللّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُون (٦٢)[يونس].

فقل: هذا هو الحق، ولكن لا يُعْبَدون، ونحن لا ننكر إلا عبادتهم مع الله وشركهم معه، وإلا فالواجب عليك حبهم واتباعهم والإقرار بكرامتهم، ولا يجحد كرامات الأولياء إلا أهل البدع والضلالات، ودين الله وسط بين طرفين، وهدى بين ضلالتين، وحق بين باطلين.

<<  <   >  >>