للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الذي أعطاه الشفاعة، فالواجب عليك أن تسأل الله، وتقول: اللهم شفع فيَّ نبيك، اللهم وفقني لِاتباعه. أما إذا دعوت الرسول فإن معنى ذلك أنك أشركت مع الله في عبادة الدعاء، والله تعالى يقول: ﴿فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا (١٨)[الجن].

ورد عليه بجواب آخر أيضًا: وهو أن الذين أعطوا الشفاعة غير الأنبياء كثير، منهم: الملائكة والصالحين والأفراط، فإذا كان كل من أعطي الشفاعة يدعى إذًا فادع الأنبياء والملائكة والصالحين، فأنت بين خيارين: إما أن تدعو كل من أعطاه الله الشفاعة، فتدعو الملائكة، أو تدعو الأنبياء وتستغيث بهم، وتطلبهم النصر والرزق، والشفاء من الأمراض، فتكون قد شاركت الذين يغلون ويعبدون الصالحين والأنبياء.

وإما أن تقول: لا أدعو الملائكة ولا الأنبياء، فيقال لك: وكذلك النبي ، إن كان إعطاء الملائكة والأنبياء والصالحين الشفاعة لا يوجب دعاءهم مع الله؛ فكذلك الرسول .

ونحن أهل التوحيد نقر بشفاعة هؤلاء كلهم، ولكننا نؤمن بالله ونرجو ذلك، ولا نتوجه بالدعاء والخوف، والرجاء والرغبة، والرهبة والعبادات العملية الإيمانية، إلا إلى الله، فلا نستغيث إلا به، ولا ندعو غيره، ولا نرجو سواه، ولا نتوكل إلا عليه، ولا نذبح إلا له، ولا نتقرب إلا إليه سبحانه، فهذا جواب سديد محكم، وهذه الشبهات -كما تقدم - فيها تقارب وتداخل، إلا أن عباراتها تتنوع.

* * * * * * *

<<  <   >  >>