للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

شُفَعَاؤُنَا عِنْدَ اللّهِ﴾ [يونس: ١٨]، فهاتان الآيتان تدلان على أن المشركين يؤمنون بأن الله هو الخالق الرازق المدبر المحيي المميت، وقد تقدمت الأدلة على إيمانهم بربوبية الله، ولكنهم يتخذون الصالحين وسائط يطلبون شفاعتهم عند الله بناء على ما يزعمونه من أنهم يشفعون لهم، والمشركون لا يريدون شفاعة من يعبدونهم من الأنبياء والصالحين يوم القيامة؛ لأن المشركين الأولين لا يقرون بالبعث؛ إنما يريدون شفاعتهم في الدنيا؛ فيعبدونهم ويتقربون إليهم، ويريدون شفاعتهم لقضاء حوائجهم في الدنيا: ﴿وَيَقُولُونَ هَؤُلاء شُفَعَاؤُنَا عِنْدَ اللّهِ﴾ [يونس: ١٨]، ويقول تعالى: ﴿قُلْ لِلَّهِ الشَّفَاعَةُ جَمِيعًا لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُون (٤٤)[الزمر].

فهذه هي الشبهات الثلاث، وهي كما قال الشيخ : «واعلم: أن هذه الشبه الثلاث هي أكبر ما عندهم، فإذا عرفت أن الله وضحها لنا في كتابه، وفهمتها فهمًا جيدًا، فما بعدها أيسر منها»، والشبهة الثالثة تشبه الشبهة الأولى، إلا أن ألفاظها وعباراتها تختلف، ولعل الشيخ كررها باعتبار أنهم تارة يعبرون بهذا، وتارة يعبرون بهذا، وهذه الشبه الثلاث والتي بعدها في بعضها تداخل وتقارب.

* * * * * * *

<<  <   >  >>