للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الآية الخامسة منها

قوله تعالى: (وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَنُبَوِّئَنَّهُمْ مِنَ الْجَنَّةِ غُرَفًا تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا نِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ (٥٨)

وقال في سورة آل عمران: (أُولَئِكَ جَزَاؤُهُمْ مَغْفِرَةٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَجَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ (١٣٦) .

للسائل أن يسأل عن اختصاص ما في سورة آل عمران بالواو في قوله: (وَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ) وإخلاء ما في سورة العنكبوت منها؟.

والجواب أن يقال: إن الآية في سورة آل عمران مبنيّة على تداخل الأخبار،

لأن أولها: ((أُولَئِكَ جَزَاؤُهُمْ مَغْفِرَةٌ مِنْ رَبِّهِمْ) فـ (أولئك) مبتدأ، و (جزاؤهم) مبتدأ ثان، و (مغفرة) خبر المبتدأ الثانى، وهو مع خبره خبر المبتدأ الأول، والجزاء هو الأجر، فكأنه قال: أولئك أجرهم على أعمالهم محو ذنوبهم وإدامة نعيمهم، فهذا الأجر مفضّل على كل أجر يعطاه عامل على عمله، فنسقت (١)


(١) أي عطفت.

<<  <  ج: ص:  >  >>