فإنه جاء بعد خاتمة قوله تعالى:(ثُمَّ أَنْشَأْنَا مِنْ بَعْدِهِمْ قُرُونًا آخَرِينَ (٤٢)
، فلم يبيَّن بالمعنى مَن المراد كما بُيّن في الأولى، وكانوا منكورين للمسلمين، فلمّا أمرهم بلفظ الدعاء عليهم استعمل فيهم ما يستعمل فيمن لم يتعيّن ولم يشتهر، فنكّر اللفظ فقال:(لِقَوْمٍ لَا يُؤْمِنُونَ (٤٤)
أي: أهلك الله كلّ قوم لا يؤمنون عند ظهور آيات الله لهم، ووجوب حججه عليهم. والمعنى: بُعداً لكل قومٍ، ليليق بقوله:( ... كُلَّ مَا جَاءَ أُمَّةً رَسُولُهَا كَذَّبُوهُ ... )