٦٧٦ - قال الإمام أحمد رحمه الله (٢٨٢٠): حدثنا محمد بن جعفر وروح المعنى قالا حدثنا عوف عن زرارة بن أوفي عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم «لما كان ليلة أسري بي وأصبحت بمكة فظعت بأمري وعرفت أن الناس مكذبي» فقعد معتزلًا حزينًا قال فمر عدو الله أبو جهل فجاء حتى جلس إليه فقال له كالمستهزئ هل كان من شيء فقال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم «نعم» قال ما هو قال «إنه أسري بي الليلة» قال إلى أين قال «إلى بيت المقدس» قال ثم أصبحت بين ظهرانينا قال «نعم» قال فلم ير أنه يكذبه مخافة أن يجحده الحديث [ص: ٥٥٣] إذا دعا قومه إليه قال أرأيت إن دعوت قومك تحدثهم ما حدثتني فقال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم «نعم» فقال هيا معشر بني كعب بن لؤي قال فانتفضت إليه المجالس وجاءوا حتى جلسوا إليهما قال حدث قومك بما حدثتني فقال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم «إني أسري بي الليلة» قالوا إلى أين «قلت إلى بيت المقدس» قالوا ثم أصبحت بين ظهرانينا قال «نعم» قال فمن بين مصفق ومن بين واضع يده على رأسه متعجبًا للكذب زعم قالوا وهل تستطيع أن تنعت لنا المسجد وفي القوم من قد سافر إلى ذلك البلد ورأى المسجد فقال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم «فذهبت أنعت فما زلت أنعت حتى التبس علي بعض النعت قال فجيء بالمسجد وأنا أنظر حتى وضع دون دار عقال (١) أو عقيل فنعته وأنا أنظر إليه» قال وكان مع هذا نعت لم أحفظه قال فقال القوم أما النعت فوالله لقد أصاب.
هذا حديث صحيحٌ على شرط الشَّيخين.
وأخرجه البزار (ج ١ ص ٤٥) من "كشف الأستار" وقال البزار: وهذا لا نعلم أحدًا حَدَّثَ به إلا عوف عن زُرَارَةَ.
وأخرجه أبو بكر بن أبي شيبة (ج ١٤ ص ٣٠٥) فقال رحمه الله: حدثنا هَوْدَةُ بن خليفة، قال: حدثنا عوف به.
* قال الإمام النسائي رحمه الله في "التفسير"(ج ١ ص ٦٤٥): أخبرنا محمد بن عبد الأعلى في حديثه عن معتمر بن سليمان قال سمعت عوفًا عن زرارة عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم: «لما كان ليلة [ص: ٥٥٤] أسري بي ثم أصبحت بمكة قال فظعت بأمري وعرفت أن الناس مكذبي قال فقعدت معتزلًا حزينًا فمر بي عدو الله أبو جهل» فجاء حتى جلس إليه فقال له كالمستهزئ هل كان من شيء قال «نعم» قال ما هو قال «إني أسري بي الليلة» قال إلى أين قال «إلى بيت المقدس» قال ثم أصبحت بين أظهرنا قال «نعم» قال فلم يره أنه يكذبه مخافة أن يجحد الحديث إن دعا له قومه قال إن دعوت إليك قومك أتحدثهم قال «نعم» فقال أبو جهل معشر بني كعب بن لؤي هلم فتنفضت المجالس فجاءوا حتى جلسوا إليهما قال حدث قومك ما حدثتني قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم «إني أسري بي الليلة» قالوا إلى أين قال «إلى بيت المقدس» قال قالوا ثم أصبحت بين أظهرنا قال «نعم» قال فمن بين مصدق ومن بين واضع يده على رأسه مستعجبًا للكذب قال وفي القوم من سافر إلى ذلك البلد ورأى المسجد قال قالوا هل تستطيع أن تنعت لنا المسجد فقال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم «فذهبت أنعت لهم فما زلت أنعت حتى التبس علي بعض النعت قال فجيء بالمسجد حتى وضع قال فنعت المسجد وأنا أنظر إليه» قال وقد كان مع هذا حديث فنسيته أيضًا قال القوم أما النعت فقد أصاب.
هذا حديث صحيحٌ.
(١) من هنا سقط من النسخة بتحقيق أحمد شاكر، وكتبناه من طبعة الحلبي.