(فصل): (يبنى المنادى، لفظاً أو تقديراً، على ما كان يرفع به لو لم يناد، إن كان ذا تعريف مستدام) - فاللفظ نحو: يا زيد، والتقدير: يا موسى؛ وكذا: يا هؤلاء، ويا سيبويه، ويا برق نحره، ولذا يتبع بالرفع نحو: يا هؤلاء الرجال.
ودخل في قوله: يرفع به، ما يرفع بالضم، كما مثل، وما يرفع بالألف نحو: يا زيدان، وبالواو نحو: يا زيدون؛ وتقول على مذهب سيبويه: يا اثنا عشر، بالألف، لأن عشر بمنزلة النون؛ والكوفيون يقولون: يا اثني عشر.
ونبه بقوله: لو لم يناد، على يا مكرمان ونحوه مما لا يستعمل إلا في النداء. وقوله: مستدام يريد به أن ما كان لزيد وما ذكر معه من التعريف باق مع النداء، وهو قول ابن السراج وصححه ابن عصفور مرة، ووجه بأن في المعارف ما لا يمكن سلب تعريفه، كاسم الإشارة والمضمر واسم الله؛ وقال المبرد والفارسي: سلب تعريف العلمية، وعرف بالإقبال، وصححه ابن عصفور مرة.
(أو حادث، بقصد وإقبال) - نحو: يا رجل ويا فتى ويا قاض؛ وقيل: تعريفه بال محذوفة، وناب حرف النداء منابها، وصححه ابن عصفور مرة؛ ومذهب سيبويه أن المنادى بني إجراء له مجرى الأصوات، يعني أنه بني لاختلاطه بالحرف، فصار كالصوت الذي يصوت به للبهيمة لما يراد منها نحو: عدس.