للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

بيده ثم قال: (اجمعْ عِطْفَيّ ردائكَ علَى نَحْرِكَ، فإنَّ لكَ شأنًا في أهلِ السَّماء، أنتَ ممَّنْ يردُ عليَّ الحَوضَ وأوداجُهُ تشخبُ دَمًا (١)، فأقولُ: منْ فعلَ هذَا بك؟ فتقولُ فلانٌ، وفلانٌ، وذلكَ كلامُ جبريلُ - عليه السَّلام - وذلك إذْ هتفَ منَ السَّماءِ: ألَا إن عثمانَ أمينٌ علَى كُلّ خَاذِل)، ثم دعا عبد الرحمن بن عوف، فقال: (ادنُ يَا أمينَ اللهِ، والأمينُ في السَّماءِ يُسلّطُكَ الله علَى مالكَ بالحقِّ، أمَا إنَّ لكَ عندي دعوةً وقدْ أخرتُهَا)، قال: خر لي يا رسولَ الله قال: (حمَلتَني يَا عبدَ الرَّحمنِ أمانةً، أكثرَ الله مالَك)، قال: وجعل يحرك يده، ثم تنحى وآخى بينه وبين عثمان، ثم دخل طلحة والزبير فقال: (ادنُوَا مِنّي)، فدنوا منه، فقال: (أنتمَا حَواريَيَ كحَواريّي عيسَى بنِ مَريمَ - علَيه السَّلام -)، ثمّ آخى بينهما، ثم دعا سعد بن أبي وقاص وعمار بن ياسر فقال: (يا عمَّار، تقتُلُكَ الفئةُ البَاغيَة (٢)) ثم أخى بينهما، ثم دعا عويمرًا أبا الدرداء وسلمان الفارسي، فقال: (يا سلمان، أنتَ مِنا أهلَ البيتِ، وقدْ آتاكَ الله العلمَ


(١) أي: يسيل دمها. - انظر: المجموع المغيث (ومن: باب الشين مع الخاء) ٢/ ١٨٠.
(٢) أي: الخارجة على الإمام الحق بالشبهة، والبغي لا ينافي الإيمان، فلا يلزم منه كفر أصحاب معاوية، وإنما يلزم منه أن يكون علي على الحق، وهم على خلافه، وهذا مما يكاد لا يختلف فيه اثنان. وتقدم قوله - صلى الله عليه وسلم -: (إن ابني هذا سيد، ولعل الله أن يصلح به بين فئتين من المسلمين)، وفيه دليل على أن واحدًا من الفريقين لم يخرج بما كان منه في تلك الفتنة - من قول - أو فعل - عن ملة الإسلام؛ لأن النبي - صلى الله عليه وسلم - جعلهم كلهم مسلمين، مع كون إحدى الطائفتين مصيبة، والأخرى مخطئة.
- انظر: شرح السنة (١٤/ ١٣٦ - ١٣٧)، وحاشية السندى على مسند الإمام أحمد (١٧/ ٥٤ - ٥٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>