وأخرجَ الترمذي عن أبي الدرداء مرفوعًا:"يلقى على أهل النارِ الجوع فيعدل ما هم فيه من العذاب، فيستغيثون بالطعام فيغاثون بطعام من ضريع لا يسمن ولا يغني من جوع، فيستغيثون بالطعام فيغاثون بطعام ذي غصة فيذكرون أنَّهم كانوا يجيزون الغصص في الدُّنيا بالشراب، فيستغيثون بالشراب فيرفع إليهم الحميم بكلاليب الحديد، فإذا دنت من وجوههم شويت وجوههم فإذا وصلت إلى بطونهم قطعتها"(١) وذكر بقية الحديث.
وروي عن ابن عباس رضي اللَّه عنهما في غسلين أنه صديد أهل النار، وعنه أن الغسلين الدم والماء يسيل من لحومهم وهو طعامهم.
وأخرج أبو نعيم عن كعب أنَّه قال: لو أدلى من غسلين دلو واحد في مطلع الشمس لغلت منه جماجمُ قومٍ في مغربها.
وأخرجَ ابن أبي حاتم من طريق مجاهد عن ابن عباس قال: ما أدري ما الغسلين ولكني أظنه الزقوم. وعلى القول الأول مأخوذ من الغسل كأنَّه غسالة فروجهم، وجروحهم، وقروحهم.
وقال الحسن: إن الضريع الزقوم والشجرة الملعونة هي شجرة الزقوم. قال أبو عمران الجوني: بلغني أنَّ ابن آدم لا ينهش منها إلا نهشت منه مثلها والله تعالى أعلم.
(١) أخرجه الترمذي (٢٥٨٦)، صفة النار لابن أبي الدنيا (٨٤).