للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

سرتم وخلّفتم فى الحىّ ميت هوى ... لولا رجاء تلاقيكم لقد تلفا

وكنت أكتم حبى فى الهوى زمنا ... حتى تكلّم دمع العين فانكشفا

سألت قلبى عن صبرى فأخبرنى ... بأنه حين صرتم عنّى انصرفا

وقلت للطرف أين النوم بعدهم؟ ... فقال: نوم وبحر الدم قد نزقا؟ !

وقلت للجسم: أين القلب؟ قال: لقد ... عليّ الحوادث عنه وابتغى السلفا

سرى هواهم فصار القلب يتبعه ... حتى تعرّف آثارا له وقفا (١)

فيا خليلىّ هذا الربع لاح لنا ... يدعو الوقوف عليه والبكاء قفا

ربع كربع اصطبارى بعد أن رحلوا ... تجاوز الله عنهم قد خلا وعفا

ومنها:

وفتية لحمى المحبوب قد رحلوا ... وخلّفتنى ذنوبى بعدهم خلفا

يطوون شقّه بيد كلما نشرت ... غدوا وكلّ امرئ بالصبر ملتحفا

حتى رأوا حضرة الهادى الذى شرفت ... قصاده وعلت فى قصده شرفا

محمد صفوة الهادى الذى انكسفت ... إذ جاء بالحق شمس الكفر وانكشفا

الليث والغيث فى يومى نذى وردى ... والصادق القول فى يومى وغىّ ووفا

الواهب الصارم الآلاف من كرم ... وسطوة للعدا والصحب قد عرفا (٢)

فالغيث من جوده فى البحر مغترف ... كالليث من بأسه فى الحرب معترفا (٣)

من قام فى كفّ كفّت الكفر حين سقطت ... حقا وفى صرف صرف الدهر حين عفا (٤)


(١) فى س: «سرى هواكم. . .» وفى المطبوعة: حتى تعرف أثرا. .»
(٢) فى س: «الواهب الهازم. . من سطوة».
(٣) فى المطبوعة: «. . من جوده فى الجذب معترف»
(٤) حرص الشاعر على الصنعة البديعية جعل البيت مستغلق المعنى.