وأشقر محبوك يجر عنانه ... على الماء لمَ يَتْرُكْ له الموتُ ساقِيا
إذا ما أتيت الحارثيات ........... البيت
وعطل قلوصي ............ البيت
ومعنى البيت: كأنه ينوح على نفسه فيقول لصاحبه وهو بخراسان، وقد لدغته الحية يوصيه، إذا أنا فقدت فعطل قلوصي، أي: اتركها معطلة بلا راكب يركبها، ولا قائم يقوم عليها، من قوله تبارك وتعالى:{وإذَا العِشَارُ عُطِّلَتْ}، وكان ذلك علامة من مات صاحبه.
وقوله:"ستبرد أكباداً وتبكي بواكيا".
أي: إذا فقدت وعطلت قلوصي فرح لذلك أعدائي، فبردت أكبادهم من حرارة الموجدة والشنف، وحزن أحبائي، فبكوا من شدة الوجد والشغف.
وموضع الشاهد من قوله:"ستبرد" بفتح التاء وضم الراء، فدل على أن الماضي منه "فعل" بفتح [العين]، إذ لا يجوز في أفعال الغرائز أن تتعدى إلى مفعول، ولأن باب (فضل يفضل) أقل مما يقاس عليه.