للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

إذا ذكر ضمير واحد بعد اثنين فصاعدا جُعل للأقرب، ولا يجعل لغيره إلا بدليل من خارج.

وعَوْدُ هو من قولي: "وهو إما مصرح بلفظه" على المُفسَّر، أي المفسِّر إما مصرح بلفظ كزيد لقيته، وإما مستغنى عن لفظه بحضور معناه في الحس كقوله تعالى (هي راودتني عن نفسي) و (يا أبَتِ استأجره) أو بحضور معناه في العِلْم كقوله تعالى (إنا أنزلناه في ليلة القدْر) أو بذكر ما صاحب الضمير كقول الشاعر:

أماوِيّ ما يُغْني الثَّراءُ عن الفتى ... إذا حشْرَجت يوما وضاق بها الصَّدْرُ

فذكر الفتى مُغْنٍ عن ذكر النفس لأنها جزؤه، فعاد إليها فاعل حشرجت والضمير المجرور بالباء، ومن هذا قولهم: من كَذَب كان شرًّا له، فأُضْمِر في كان ضمير الكذب لأنه جزء مدلول كَذَب، ومثله قوله تعالى (اعدلوا هو أقربُ للتقوى) فهو عائد إلى العدل، لأنه جزء مدلول اعدلوا، ومن هذا أيضًا قول الشاعر:

وإذا سُئِلت الخيرَ فاعلم أنها ... حُسْنى تُخَصُّ بها من الرحمن

فأعاد الضمير على المسألة لأنها جزء من مدلول سئلت، ومن هذا أيضًا قول الشاعر:

إذا نُهِيَ السَّفيه جَرَى إليه ... وخالفَ والسَّفِيهُ إلى خلاف

<<  <  ج: ص:  >  >>