وهذا عند غيرهم من الضرورات. وأنا لا أراه ضرورة، لتمكن قائله من أن يقول: فيا غلامان اللذان فرا، لأن النكرة المعينة بالنداء توصف بذي الألف واللام الموصول، وبذي الألف واللام غير الموصول، كقول بعض العرب: يافاسق الخبيث، حكاه يونس.
والذي أراه في: فيا الغلامان، أن قائله غير مضطر، لكنه استعمل شذوذا ما حقه ألا يجوز، ومثله في الشذوذ قول الآخر:
والكلام الصحيح أن يتوصل إلى نداء ما فيه الألف واللام الجنسيتان بجعله صفة لأيّ متلوة بهاء التنبيه نحو: يأيها الرجل، ونبهت بجنسية الألف واللام على أنه لا يقال: يأيها العباس، ولا: يأيها الصَّعق، لأنهما علمان، والألف واللام مع الأول للمح الصفة، ومع الثاني للغلبة. وكذا لا يقال: يأيها الزيدان، ذكر ذلك الأعلم في الرسالة الرشيدة.
ويقوم مقام ذي الألف واللام الجنسيتين موصولٌ مصدّر بالألف واللام نحو:(يأيها الذي نُزِّل عليه الذكر) أو اسم إشارة عار من الكاف، كقول الشاعر: