= حجةٌ .. وروى طاهر بن خالد بن نزار عن أبيه، عن سفيان بن عيينة أنه ذكر مالك ابن أنس فقال: كان لا يبلغ من الحديث إلا صحيحًا, ولا يُحدت إلا عن ثقات الناس , وما أرى المدينة إلا ستخرب بعد موت مالك بن أنس، وهذا اللفظ الذي لسفيان أعمُّ من كلام أحمد الذي قبله، مع احتمال كلام أحمد لموافقته ... وذكر بشر بن عمر الزهراني قال: سكت مالك بن أنس عن رجل , فقال: هل رأيته في كتبي؟ قلت: لا. قال: لو كان ثقة لرأيته في كتبي , وهذا يُفهم منه أن كل من في كتبه ثقة , وإن كان قد شغَّب في هذا بعض المتأخرين , لأنه يلزم من كون كل ثقة في كتابه أن يكون كل من في كتابه ثقة , إلا أن هذا يبطل فائدة هذا الكلام بالنسبة إلى السائل , لأنه لو كان في كتابه غير ثقة لم يدل وجوده في كتابه على أنه ثقة , وكلام مالك يدل على أنه أحاله في الثقة علي وجوده في كتابه , وبالجملة فإن سلكت هذا الطريق في تصحيح هذا الحديث أعني الاعتماد على تخريج مالك له وإلا فالقول ما قال ابن مندة , وقد ترك الشيخان إخراجه في "صحيحهما" اهـ.
ونقل ابنُ الملقن في "خلاصة البدر المنير"(١/ ٢٠) كلام ابن مندة ثم دفعه , وقال:
"والعجب من الشيخ تقي الدين كان تابعه في "الإِمام" على هذه المقولة".
* قلت: وسرُّ تعجب ابن الملقن من ابن دقيق العيد أنه تابع ابن مندة في الحكم علي حميدة وكبشة بالجهالة , وقد ذكرت قبل ذلك أن حميدة بنت عبيد روي عنها اثنان. وذكر ابن الملقن أنه روى عنها ثلاثة , وذكرها ابن =