للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فإما أن تعود السلسلة إلى الأول فدور، أو تذهب إلى غير النهاية فتسلسل، وكلاهما باطل (١).

فلا بد من انتهائه إلى مؤثر غير محتاج إلى غيره، وهو اللَّه تعالى، هذا في ثبوته.

وفي (٢) (٣) توحيده نقول: لا شريك له في ألوهيته، ولا جزء له، ولا يشبه شيئًا من الأشياء.

وتحقيق الكلام في هذا المقام أن نقول: لا جزء له بحسب الماهية، لأنه لا يجانس شيئًا حتى يحتاج إلى الفصل، فلا جزء له عقلًا.


(١) يرى شيخ الإسلام أن الفطر تعرف الخالق بدون الاستدلال عليه بالممكنات، وأن الممكن لا بد له من واجب، وأن هذه المقالة وهي الاستدلال على إثبات الخالق بالممكنات أحدثها ابن سينا.
فقال: "الفطر تعرف الخالق بدون هذه الآيات، فإنها قد فطرت على ذلك، ولو لم تكن تعرفه بدون هذه الآيات لم تعلم أن هذه الآية له. . . ".
وقال -في موضع آخر-: "ولما كان الإقرار بالصانع فطريًا كما قال -صلى اللَّه عليه وسلم-: "كل مولود يولد على الفطرة" الحديث، فإن الفطرة تتضمن الإقرار باللَّه، والإنابة إليه، وهو معنى لا إله إلا اللَّه، فإن الإله هو الذي يعرف، ويعبد" مجموع الفتاوى: ١/ ٤٨ - ٤٩، ٢/ ٦.
وانظر: المحصل للرازي: ص/ ٢١٦ - ٢٢١، ومعالم أصول الدين: ص/ ٤٤، والمواقف للإيجي: ص/ ٢٦٦.
(٢) في (ب): "في" بدون واو والمثبت من (أ).
(٣) آخر الورقة (١٢٣/ ب من ب).

<<  <  ج: ص:  >  >>