وفي صحيح البخاري عن عمران بن حصين رضي اللَّه عنه قال: جاء نفر من اليمن قالوا: يا رسول اللَّه جئنا نتفقه في الدين، ونسألك عن أول هذا الأمر، فقال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "كان اللَّه ولم يكن شيء قبله، وكان عرشه على الماء، وكتب كل شيء في الذكر، وخلق السماوات، والأرض، وفي لفظ ثم خلق السماوات والأرض". قال أهل الحق: وهذا تلقين من النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- إياهم أصول الدين، وتعريف لهم حدوث العالم، ووجوده بعد أن لم يكن موجودًا، وانفراد الرب بالوجود الأول دون ما سواه من سائر الموجودات. وفي الاعتراف بانقضاء العالم، وفنائه اعتراف بحدوثه إذ القديم لا يفنى. راجع: صحيح البخاري: ٩/ ١٥٢، والمحصل للرازي: ص/ ١٩٤، ٢١٣، ومعالم أصول الدين له: ص/ ٤١، والمواقف في علم الكلام: ص/ ٧٦، ٢٦٦، وتشنيف المسامع: ق (١٤٩/ أ)، وهمع الهوامع: ص/ ٤٤٢، والغيث الهامع: ق (١٥٨/ أ - ب)، ومجموع فتاوى شيخ الإسلام: ٢/ ١٨٨، ٥/ ٥٣٩ - ٥٤٠. =