للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

اللهِ، وَلَكِنْ رَأَى جِبْرِيلَ مَرَتَيْن، فِي صُورَتِهِ وَخَلْقُتَهُ سَادًّا مَا بَيْنَ الأُفقِ". رواه البخاري (١).

٣٥٩ - وقال مسروق: "كُنْتُ مُتَّكِئًا عِنْدَ عَائِشَةَ، فَقَالَتْ: "ثَلَاثٌ مَنْ تَكَلَّمَ بِوَاحِدَةٍ مِنْهُنَّ فَقَدْ أَعْظَمَ عَلَى اللهِ الْفِرْيَةَ (٢)، قُلْتُ: وَمَا هِي؟ قَالَتْ: مَنْ زَعَمَ أَنَّ مُحَمَّدًا رَأَى رَبَّهُ فَقَدْ أَعْظَمَ عَلَى اللهِ الْفِرْيَةَ، قَالَ: كنْتُ مُتَّكِئًا فَجَلَسْت، فَقلْتُ: يَا أمَّ الْمُؤْمِنِينَ، أَنْظِرِينِي، وَلَا تَعْجَلِي عَلَي، أَلَمْ يَقُلِ اللهُ: ﴿وَلَقَدْ رَآهُ بِالْأُفُقِ الْمُبِينِ﴾ [التكوير: ٢٣]، ﴿وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَى﴾ [النجم: ١٣]؟ فَقَالَتْ: أَنَا أَوَّلُ هَذِهِ الْأُمَّةِ سَأَلْتُ عَنْ هذَا رَسُولَ اللهِ ، فَقَالَ: "جِبْرِيل، لَمْ أَرَهُ عَلَى صُورَتِهِ الَّتِي خُلِقَ عَلَيْهَا غَيْرَ هَاتَيْنِ الْمَرَّتَيْنِ، رَأَيْتُهُ مُنْهَبِطًا مِنَ السَّمَاءِ سَادًّا عِظَمُ خَلْقِهِ مَا بَيْنَ السَّمَاءِ إِلَى الْأَرْضِ قَالَتْ: أَوَ لَمْ تَسْمَعْ اللهَ يَقولُ: ﴿لَا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصَارَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ﴾ [الأنعام: ١٠٣]، قَالَتْ: أَوَ لَمْ تَسْمَعْ اللهَ يَقُولُ: ﴿وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِلَّا وَحْيًا﴾ قَرَأَت إِلَى قَوْلِهِ: ﴿عَلِيٌّ حَكِيمٌ﴾ (٣) [الشورى: ١٥١]، قَالَتْ: وَمَنْ زَعَمَ أَنَّ محمَدًا كَتَمَ شَيْئًا مِنْ كِتَابِ اللهِ، فَقَدْ أَعْظَمَ عَلَى اللهِ الْفِرْيَةَ، وَاللهُ يَقول: ﴿يَاأَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ﴾ إلى قيله: ﴿وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ﴾ [المائدة: ١٦٧]، قَالَتْ: وَمَنْ زَعَمَ أَنَّهُ يُخْبِرُ النَّاسَ بِمَا فِي غَدٍ، فَقَدْ أَعْظَمَ عَلَى اللهِ الْفِرْيَةَ، وَاللهُ يَقُولُ: ﴿لَا يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ﴾ [النمل: ٦٥]،" رواه مسلم (٤).

٣٦٠ - وقال عطاء: عن أبي هريرة: ﴿وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَى﴾ [النجم:١٣]، قَالَ: "رَأَى جِبْرِيلَ". رواه مسلم (٥).


(١) رواه البخاري في صحيحه، كتاب بدء الخلق، باب إذا قال أحدكم: آمين والملائكة في السماء .. ، (٤/ ١١٥) برقم (٣٢٣٤) بنحوه.
(٢) أي الكذب. انظر: النهاية لابن الأثير (٣/ ٤٤٣).
(٣) كتب المصنف: (عليم)، ولم أقف عليها في القراءات المتواترة والشاذة.
(٤) رواه مسلم في صحيحه، كتاب الإيمان، باب معنى قول الله ﷿: ﴿وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَى﴾ [النجم: ١٣] .. (١/ ١٥٩) برقم (٢٨٧/ ١٧٧) بنحوه.
(٥) رواه مسلم في صحيحه، كتاب الإيمان، باب معنى قول الله ﷿: ﴿وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَى﴾ [النجم: ١٣] .. (١/ ١٥٨)، برقم (٢٨٣/ ١٧٥).