للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[١٠٣٨] أَخْبَرَنَا أَبُو الحَجَّاجِ الحَافِظُ، أبنا أَبُو الفَرَجِ ابْنُ قُدَامَةَ وَ (١) أَبُو الحَسَنِ ابْنُ البُخَارِيِّ قَالَا: أبنا أَبُو حَفْصِ ابْنُ طَبَرْزَذَ وَأَبُو اليُمْنِ الكِنْدِيُّ قَالَا: أبنا القَاضِي أَبُو بَكْرٍ الأَنْصَارِيُّ، أبنا أَبُو طَالِبٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ العُشَارِيُّ (٢) إجازةً، أبنا أَبُو الحَسَنِ الدَّارَقُطْنِيُّ، ثنا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُبَشِّرٍ (٣)، ثنا أَبُو الْأَشْعَثِ أَحْمَدُ بْنُ الْمِقْدَامِ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الطَّفَاوِيُّ (٤)، ثنا أَيُّوبُ، عَنْ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ قَالَ: «اخْتَصَمَتِ الْجَنَّةُ وَالنَّارُ، فَقَالَتِ النَّارُ: يَدْخُلُنِي الجَبَّارُونَ وَالْمُتَكَبِّرُونَ. وَقَالَتِ الْجَنَّةُ: يَدْخُلُنِي ضُعَفَاءُ النَّاسِ وَسِقَاطُهُمْ، فَقَالَ اللَّهُ ﷿ لِلنَّارِ: أَنْتِ عَذَابِي، أُصِيبُ بِكِ مَنْ أَشَاءُ. وَقَالَ لِلْجَنَّةِ: أَنْتِ رَحْمَتِي أُصِيبُ بِكِ مَنْ أَشَاءُ، وَلِكُلِّ وَاحِدَةٍ مِنْكُمَا مِلْؤُهَا. فَإِذَا كَانَ يَوَمُ الْقِيَامَةِ لَمْ يَظْلِمِ اللَّهُ أَحَدًا مِنْ خَلْقِهِ شَيْئًا، وَيُلْقَى فِي النَّارِ وَتَقُولُ: هَلْ مِنْ مَزِيدٍ؟ حَتَّى يَضَعَ عَلَيْهَا قَدَمَهُ، فَهُنَاكَ تُمْلَأُ وَيُراد (٥) بَعْضُهَا عَلَى بَعْضٍ، وَتَقُولُ: قَطْ قَطْ» (٦).


(١) بهذا الإسناد من ابن البخاري إلى الدارقطني: ذكر ابن حجر سماعه لـ (الصفات للدارقطني). المعجم المفهرس (٦٨).
(٢) الشَّيْخُ الجَلِيْلُ، الأَمِيْنُ، أَبُو طَالِبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَلِيِّ بنِ الفَتْحِ الحَرْبِيُّ، العُشَارِيُّ، قَالَ الخَطِيْبُ: كَتَبْتُ عَنْهُ، وَكَانَ ثِقَةً صَالِحاً، وَقَالَ لِي: كَانَ جَدِّي طُوَالاً فَقِيْلَ لَهُ: العُشَارِي. قال الذهبي: أُدْخِلَ فِي سَمَاعه مَا لَمْ يَتَفَطَّنْ لَهُ. وقال في الميزان: شيخ صدوق معروف، لكن أدخلوا عليه أشياء فحدث بها بسلامة باطن. توفي سنة (٤٥١ هـ). سير أعلام النبلاء (١٨/ ٤٨). ميزان الاعتدال (٣/ ٦٥٦).
(٣) (مُبَشِّر) تصحف في مطبوعة الصفات للدارقطني بتحقيق الغنيمان إلى "ميسر" وبتحقيق الفقيهي إلى "ميسرة".

وهو الإِمَامُ، الثِّقَةُ، الْمُحَدِّثُ، أَبُو الحَسَنِ عَلِيُّ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ مُبَشِّرٍ الوَاسِطِيُّ، وثقه الدارقطني ومسلمة، أكثر عنه الدارقطني في سننه حتى بلغت روايته عنه قرابة مئة، توفي سنة (٣٢٥ هـ) وقيل غير ذلك. سنن الدارقطني (٤٤٢) (٢٧١٠) سير أعلام النبلاء (١٥/ ٢٥) الثقات لابن قطلوبغا (٧/ ٢١٩) الدليل المغني لشيوخ الدارقطني (٣١٤).
(٤) أبو المنذر البصري، صدوق يهم، خ د ت س. التقريب (٦٠٨٧).
(٥) (ويراد) كذا، وفي مطبوعة الصفات للدارقطني: "ويُزْوى"، وعند البخاري (٧٤٤٩): "وَيُرَدُّ".
(٦) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن بالمتابعة. أبو الفرج ابن قدامة: هو ابن أبي عمر، وَأَبُو اليُمْنِ وأَبُو بَكْرٍ الأَنْصَارِيُّ قاضي الْمَرَسْتَانِ: مضوا [٧٧١]. وابْنُ البُخَارِيِّ: مضى [٧٧٠]. وابْنُ طَبَرْزَذَ: مضى [٧٦٧]. وأحمد بن المقدام: صدوق، مضى [٨٣٥]. وَأَيُّوبُ: هو ابْنُ أَبِي تَمِيْمَةَ السِّخْتِيَانِيُّ، ثقة ثبت حجة، مضى [٨٣٣]. وَمُحَمَّدٌ: هو ابْنُ سِيرِينَ.
الحديث أخرجه الدارقطني في "الصفات" (٤) ومن طريقه أخرجه المصنِّف.
وأخرجه ابن حِبَّانَ في صحيحه (٧٤٧٦) واللالكائي في شرح أصول الاعتقاد (٧٢٠) (٢٢٥٢) من طريق أَبِي الْأَشْعَثِ، به.

وأخرجه أحمد (٧٧١٨) من طريق أيوب. والبخاري (٤٨٤٩) من طريق عَوْفِ بْنِ أَبِي جَمِيْلَةَ الأَعْرَابِيِّ، كلاهما عن ابن سيرين، بنحوه. وعزاه محقق المسند سهواً إلى "النزول" للدراقطني بدل "الصفات" له.