للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

تردت بثوب بالصيانة معلم ... وحفت ببحر بالمكارم مزبد

والبابي نسبة إلى الباب. وهي قرية من قرى حلب لها واد مشهور بطيب الهواء، ولكثرة الرياض، وتلون الأزهار، وفيها يقول الزين ابن الوردي (١).

أن وادي الباب قد ذكرني ... جنة المأوى فلله العجب

فيه روح يحجب الشمس إذا ... قال للنسمة جوزي بالأدب

طيرة معربة في لحنها ... تطرب الحي كما تحيي الطرب

مرجه مبتسم مما بكت ... سحب في ذيلها الطيب انسحب

فيه روضات أنا صب بها ... مثل ما أصبح فيها الماء صب

نهره أن قابل الشمس ترى ... فضة بيضاء في نهر ذهب

ولصاحب الترجمة قصيدة لما قصد زيارة أمير المؤمنين، ونتيجة الموحدين، وإمام المتقين، وزين الأخبار المصطفين، زوج البتول، ابن عم الرسول، حضرة أسد الله الغالب، علي بن أبي طالب، رضي الله عنه وأرضاه، أنشأها بجواره، واستمد بإنشائها من أشعة أنواره، وهي:

نعم بلغت يا صاح نفسي سؤالها ... وليس عليها في النفوس ولا لها

فزمزم ودع ذكر المقام وزمزم ... فقد جعلت ذكر المقام مقالها

مقام هو الفردوس نعتا ومشهدا ... وجنة خلد قد سقيت زلالها


(١) هو زين الدين عمر بن مظفر الشهير بابن الوردي المتوفى سنة تسع واربعين وسبعمائة وقد مرت ترجمته في ص ١٣٧ ج ١.

<<  <  ج: ص:  >  >>