للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لو احتصرتم من الإحسان زرتكم ... والعذب يهجر للإفراط في الحصر

إلا أن الغيرة الهاشمية، والانخراط في سلك الشريعة المحمدية، اهتمت لدفع العار الذي ورد بإسناده إلينا الأخيار. إذ هو شيء لا يقبله الأراذل، فكيف هو بمن قد صرف عمره بخدمة الأفاضل. واعتمدت على أن قبول العذر مقتضى سجاياهم، والإقالة عن العثرات دأبهم وفذلكة لقضاياهم. وتجرأت على الإقدام على البعث للاعتذار، وتشوقت لانتظار السرور التام إلى المباهاة والافتخار.

وقد يقبل العذر الخفي تكرما ... فما بال عذري واقعاً وهو واضح

فأجابه ذلك الفاضل على رويّه (١) فقال:

قدم الكتاب بأوضح الأنباء ... من نحوكم في أفصح الإنشاء

قد عطر الأكوان ريا عرفه ... وشذا الأريج شذاه في الزوراء

لما أتى من نحوكم متيمماً ... متيامنا من أيمن الحدباء

فجلا غمام الغم في إقباله ... كالشمس تجلو حندس الظلماء

يزهو بعين الناظرين نضارة ... كالزهر في ترف وحسن صفاء

النور من نواره متظاهر ... كالبدر لاح بليلة ليلاء

وبه استنار الأفق لما أن بدا ... فأضاء منه الكون باللألاء (٢)

وحوى الفصاحة والبلاغة كلها ... وخلا من الايطاء والإقواء

يروي حديثا فيه يروي ذا صدى ... عنكم ويطفي غلة الأحشاء

رقت وراقت منكم فقراته ... فعلا على النسرين والعواء (٣)


(١) في ب على تلك الروية والقافية
(٢) في الاصل: بدى
(٣) في الاصل فعلى على، والعواء: منزل للقمر خمسة كواكب أو أربعة (القاموس)

<<  <  ج: ص:  >  >>