للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ولولا أياديك التي سلفت لنا ... لكان عسيراً في سواك تكلمي

فلا زلت في أمن ومجد ورفعة ... لا كسب فخراً من قريضي المنظم

مولاي: أما القرطاس فكالأشواق تأجج ضرامها، وتبلج غرامها، وكاد أن يكون عذابها اليم. لما فاح إلي شذاكم، وما بعد العشية من شميم، فانتشق مجمر الطبع عنبرا وندا. ونثر قضيب اليراع على غدير الطروس أقاحا ووردا. وعرض الأشواق بما هو يقتضي البعاد، والحر لا يستعبد بغير الوداد. وإلا فشوقي إليك كثير وهيامي فيك لا يقبل النظير. ومع هذا فلا ينكر من الطبائع جمودها، ومن نيران الذكاء خمودها. ولسان التقصير كما قيل قصير. وكيف لا والفصاحة لا تقدم غير ناديك، والفضائل لا تدفق إلا من أياديك.

ومن تكلف فوق ما هو عليه، افتضح بما اكتسبته يديه (١). فالله يبقيك، ومن كل سوء يقيك.

ولما كان له علي حق مشهور، وكرم مدى الدهور مذكور، وامتدت أيام البعاد، وكاد أن ينقطع حبل الاتحاد، جددت عقود الصحبة، بكتاب يخبر عن الكمد، والشوق الذي هو كائن في الخلد. وهو:

الجيرة أخذت فؤادي بالمسير ... بالند فاح نسيمها أم بالعبير


(١) كذا في الاصول وهو خطأ وصوابه يداه ولكن السجعة لا تستقيم الا بالخطأ.

<<  <  ج: ص:  >  >>