للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث / الرقم المسلسل:

٢٥٩٧ - ذكر أبو العبّاس القلانِسيُّ المتكلِّمُ (١) في ردِّه على البَلْخيِّ الكَعْبي المعتزليِّ (٢) قال: "ثم يُقال له: ما نُنكر أن يكونَ إنّما اشتدّ غضبُ الله عليهم لأنّهم سألوا الرؤيةَ على طريق الاستخفاف بنبيّهم وبما نصب لهم من الدلائل على وحدانيّته، لا لأنّهم سألوه الرؤيةَ، وما نُنكر أيضًا أن يكون اشتدّ غضبُ الله على قوم موسى لأنّهم سألوا الرؤيةَ التي لا يستحقّونها إلّا بعد الطاعة والعبادة له، فغضب الله عليهم لأنّهم سألوا الرسول ما يجب لهم بعد المعرفة والطاعة تقصيرًا منهم بالرؤية وتمرّدًا على الله".

إلى أن قال: "لأنّه سأل ما لا يستحقُّه إلّا بعد الطاعة وعملٍ طويلٍ، ولم يغضب عليه لأنّه سأل ما لا يجوز".

إلى أن قال: "ونقولُ: إن كان قوله ﴿لَقَدِ اسْتَكْبَرُوا فِي أَنْفُسِهِمْ وَعَتَوْا عُتُوًّا كَبِيرًا﴾ [الفرُقان: ٢١] يدلُّ على أنّ الرؤية على الله مُحالٌ لا يجوز كونُها، فكذلك أيضًا يدلُّ على أنّ نزول الملائكة إلى الخلق مُحالٌ لا يجوز كونُه، فإن لم تدلّ الآيةُ على استحالة نزول الملائكة، لم تدلَّ أيضًا على استحالة النظر إلى الله والرؤية له".

إلى أن قال: "بل شرائط الرؤية: قيام المرئيّ بنفسه، وصحّة بصر الرائي، مع ارتفاع الحُجُب والموانع، وإن كان شرط العلم: الخبر، أو الحسّ، أو الاستدلال، أو الضرورة".

قال: "والله قائمٌ بنفسه فهو مرئيّ؛ لأنّ شرطَ من يُرى موجودٌ في


(١) أحمد بن عبد الرحمن بن خالد، كان معاصرًا لأبي الحسن الأشعري (٢٦٠ - ٣٢٤ هـ).
تيبن كذب المفتري (ص ٣٩٨).
(٢) هو: أبو القاسم عبد الله بن أحمد بن محمود، شيخ المعتزلة، من نظراء أبي علي الجبائي، توفي سنة ٣٠٩ هـ. السير (١٤/ ٣١٣).