إياس العَسْقَلاني، حدّثني أبي، عن جدّي آدم بن أبي إياس، ثنا حَفْص بن مَيْسَرَة، عن زَيْد بن أَسْلَم، عن أبيه، عن عُمَر بن الخطّاب قال: قال رسول الله ﷺ:
"القرآن ألف ألف حرف وسبعة وعشرين ألف حرف، فمن قرأه صابرًا محتسبًا كان له بكلّ حرف زوجةٌ من الحور العين".
قال: لا يُروى هذا الحديث عن عُمَر إلّا بهذا الإسناد، تفرّد به حَفْص بن مَيْسَرَة (١).
٢٢٠٠ - وأخبرتني زينب ابنة أحمد، عن عجيبة، عن مسعود الثقفي، عن عبد الرحمن بن مَنْدَه - إجازةً -، أبنا محمد بن أبي نَصْر، أبنا الطبراني، ثنا علي بن عبد العزيز، ثنا عُمَر بن حَفْص بن غِياث، ثنا أبي، عن عاصم بن بَهْدَلة، عن أبي وائل شقيق بن سَلَمَة قال: كتب أبو موسى الأَشْعَري إلى عُمَر بن الخطّاب: إنّ قِبَلَنا ممّا هنا أقوام يتكلّمون في القدر، فكتب إليه عُمَر:
"بسم الله الرحمن الرحيم، من عبد الله عُمَر بن الخطّاب أمير المؤمنين إلى عبد الله بن قَيْس الأَشْعَري، أمّا بعد فإنّ الله أَبْرَم أَمْرَه، وأَنْفَذ حكمَه، وقدّر مشيئته، وأخذ بالحجّة على خلقه فيما أمرهم به من طاعته ونهاهم عنه من معصيته، فإذا أحبّ الله عبدَه نَصَرَه، وإذا أبغضه خَذَلَه، جعلنا الله وإيّاك من عباده المنصورين العامِلين بطاعته، فإذا وصل كتابي هذا إليك فادعُهم وأَوْعِزْ إليهم، وانهَهُمْ عن المعاودة بالخَوْض في أمرٍ قد أَحْكَمَه الله وفرغ منه، واعلم أنّ أوّل ما خلق الله القلمَ فقال له: اجرِ، فجرى القلمُ بما كان وما هو كائنٌ إلى يوم القيامة، فقد فرغ الله من السعادة والشقاء على عباده،
(١) الحديث حكم عليه الحافظ ابن حجر العسقلاني بالبطلان في كتابه لسان الميزان (٦/ ٣٣٢) في ترجمة محمد بن عبيد بن آدم بن أبي إياس، فقال: "تفرد بخبر باطل" ثم ذكره.