قلت: ولم أقف للشيخ رحمه الله تعالى على نظم هو خير من هذه القصيدة لقصدها الصالح، وقد أشبع فيها الكاف كسرة في خطاب المؤنث في ثلاثة أماكن حتى نشأت ياءً، لكنه جائز. وعمل على هذه القصيدة، أو على قصيدة ميمية مديح في النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أو عليهما، كراريس سماها " عجالة الراكب ".
ومن شعره:
يا سائق الظعن قف بي هذه الكثب ... عساي أقضي بها ما للهوى يجب
وارفق قليلاً لكي تروي الثرى سحب ... من ناظري بمزن منه تنسكب
فثم حي حياتي في خيامهم ... فالموت إن بعدوا والعيش إن قربوا
لي فيهم قمر والقلب منزله ... لكن طرفي له بالبعد يرتقب
لدن القوام رشيق القد ذو هيف ... تغار من لينه الأعطاف والقضب
حلو المقبل معسول مراشفه ... يجول فيها رضاب طعمه الضرب
لا غرو إن راح نشواناً ففي فمه ... خمر ودر ثناياه لها حبب
ولائم لا مني في البعد عنه وفي ... قلبي من الشوق نيران لها لهب
فقلت: إن صروف الدهر تصرفني ... عما أروم فما لي في النوى سبب
ومذ رماني زماني بالبعاد ولم ... يرحم خضوعي ولم يبق لي نشب