١١٤٠ - حَدَّثَنِي جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ , قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ , حَدَّثَنِي أَبُو سِنَانٍ سَعِيدُ بْنُ سِنَانٍ , عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ , عَنْ أَبِي صَالِحٍ , عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: أَنَّ رَجُلًا قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ , الرَّجُلُ يَعْمَلُ الْعَمَلَ يُسِرُّهُ فَإِذَا اطُّلِعَ عَلَيْهِ أَعْجَبَهُ. فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَكَ أَجْرَانِ: أَجْرُ السِّرِّ , وَأَجْرُ الْعَلَانِيَةِ " قِيلَ: هَذَا خَبَرٌ يَدْفَعُ صِحَّتَهُ كَثِيرٌ مِنْ رُوَاةِ الْآثَارِ وَنَقَلَةِ الْأَخْبَارِ , لِمَا فِي سَنَدِهِ مِنَ الِاضْطِرَابِ الَّذِي بَيَّنْتُ , وَإِنْ كُنَّا نَدِينُ بِتَصْحِيحِهِ , وَلَا شَيْءَ فِيهِ إِذَا نَحْنُ قُلْنَا بِتَصْحِيحِهِ , يُوجِبُ دَفْعَ شَيْءٍ مِنْ مَعْنَى خَبَرِ عُمَرَ الَّذِي ذَكَرْنَا قَبْلُ , وَلَا إِبْطَالَ شَيْءٍ مِمَّا بَيَّنَّا. وَذَلِكَ أَنَّ خَبَرَ عُمَرَ إِنَّمَا هُوَ بَيَانٌ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ أَعْمَالِ الْعِبَادِ الَّتِي يَسْتَوْجِبُونَ بِهَا مِنْ رَبِّهِمُ الثَّوَابَ , وَالَّتِي يَسْتَوْجِبُونَ بِهَا مِنْهُ الْعِقَابَ , وَمَا مِنْهَا لِلَّهِ تَعَالَى ذِكْرُهُ وَمَا مِنْهَا لِغَيْرِهِ. وَذَلِكَ إِنَّمَا يَفْتَرِقُ عِنْدَ ابْتِدَاءِ الْعَبْدِ فِيهِ , وَفِي أَوَّلِ حَالِ دُخُولِهِ فِيهِ. فَإِذَا كَانَ ابْتِدَاؤُهُ فِيهِ لِلَّهِ لَمْ يَضْرُرْهُ بَعْدَ ذَلِكَ مَا عَرَضَ فِي نَفْسِهِ وَخَطَرَ بِقَلْبِهِ مِنْ حَدِيثِ النَّفْسِ وَوَسْوَاسِ الشَّيْطَانِ , وَلَا يُزِيلُهُ عَنْ حُكْمِهِ إِعْجَابُ الْمَرْءِ بِاطِّلَاعِ الْعِبَادِ عَلَيْهِ بَعْدَ تَقَضِّيهِ وَمُضِيِّهِ عَلَى مَا نَدَبَهُ اللَّهُ إِلَيْهِ خَالِيًا مِمَّا نَهَاهُ عَنْهُ وَكَرِهَهُ لَهُ , وَلَا سُرُورُهُ بِذَلِكَ. وَإِنَّمَا الْمَكْرُوهُ مِنْ ذَلِكَ أَنْ يَبْتَدِئَهُ بِالنِّيَّةِ الْمَكْرُوهِ ابْتِدَاؤُهُ بِهَا , أَوْ يَعْمَلَهُ وَهُوَ فِي حَالِ شُغْلِهِ بِهِ غَيْرَ مُخْلِصٍ لِلَّهِ , فَذَلِكَ الَّذِي يَسْتَحِقُّ عَامِلُهُ عَلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ الْعِقَابَ , وَيَبْطُلُ أَنْ يَكُونَ لَهُ عَلَيْهِ مِنَ الثَّوَابِ , وَبِنَحْوِ الَّذِي قُلْنَا فِي ذَلِكَ قَالَ الْمُتَقَدِّمُونَ مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ وَالسَّلَفِ مِنْ أَهْلِ الْفَضْلِ
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.app/page/contribute