للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الذين امتد عصرهم من سنة ست وخمسين وست مئة (٦٥٦ هـ) إلى سنة ثلاث وعشرين وتسع مئة (٩٢٣ هـ)، كان لهم الدور في الدفاع عن أرض الإسلام في معركة عين جالوت سنة (٦٥٨ هـ) ضد التتار بقيادة المظفر (١) قطز (٢).

وبقيت العراق وبلاد فارس تحت حكم المغول واستطاع هولاكو أن يُقيم له ولذريته دولة اتخذ من إيران عاصمة لها، عُرفت بدولة (الإيلخانيين) (٣)، واستمرت من منتصف القرن السابع الهجري إلى منتصف القرن التاسع الهجري (سنة ٧٤٤ هـ) حتى توفي آخر ملوك هذه الدولة، واضطربت الدولة من بعده حتى استولى عليها محمد بن المظفر ولكنه لم يُفلح في إقامة قواعد دولته، وذلك بسبب أنه قسّم البلاد بين ابنيه المتنافسين على الحكم فجعل أحدهما ملك أصبهان، والآخر ملك شيراز وكرمان، فبقيت الخلافات بينهم مستمرة؛ فأدت إلى نشوب الحرب بينهما، حتى استولى تيمورلنك على البلاد سنة (٧٨٨ هـ) (٤).

ولم يكن حال الشام ومصر وهي بلاد نزل بها الكرماني أفضل حالاً من


(١) قطز بن عبدالله المعزي، سيف الدين: ثالث ملوك الترك المماليك بمصر والشام، أعظم من قاتل التتار ودحرهم في معركة عين جالوت، سنة: ٦٥٨ هـ، مات مغدوراً سنة: (٦٥٨ هـ). الأعلام للزركلي، ٥/ ٢٠١.
(٢) ينظر: البداية والنهاية، ابن كثير الدمشقي، ١٣/ ٢٢١، ٥٢٨ والسلطان سيف الدين قطز ومعركة عين جالوت، عَلي محمد محمد الصَّلاَّبي، ص ١٠٥.
(٣) ينظر: المغول التتار بين الانتشار والانكسار، عَلي محمد محمد الصَّلاَّبي، ص ٢٥١.
(٤) ينظر تاريخ ابن خلدون، ٥/ ٦٢٩.

<<  <   >  >>