قَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: {قُلْ إِنَّ رَبِّي يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَيَقْدِرُ لَهُ} [سبأ: ٣٩] وَهِيَ مِثْلُ الأُولَى.
قَالَ: {وَمَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ شَيْءٍ} [سبأ: ٣٩] ، أَيْ: فِي طَاعَةِ اللَّهِ وَهُوَ تَفْسِيرُ السُّدِّيِّ.
{فَهُوَ يُخْلِفُهُ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ} [سبأ: ٣٩] لَيْسَ، يَعْنِي: أَنَّهُ إِذَا أَنْفَقَ شَيْئًا أَخْلَفَ لَهُ مِثْلَهُ وَلَكِنْ يَقُولُ الْخُلْفُ كُلُّهُ مِنَ اللَّهِ أَكْثَرَ مِمَّا أَنْفَقَ أَوْ أَقَلَّ، لَيْسَ يُخْلِفُ النَّفَقَةَ وَيَرْزُقُ الْعِبَادَ إِلا اللَّهُ.
وَقَالَ السُّدِّيُّ: {فَهُوَ يُخْلِفُهُ} [سبأ: ٣٩] ، يَعْنِي: فِي الآخِرَةِ، أَيْ: أَنْ يَخْلُفُوا خَيْرًا فِي الآخِرَةِ وَيُعَوِّضُكُمْ مِنَ الْجَنَّةِ.
سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ، عَنِ الْحَسَنِ، قَالَ يَحْيَى: أَرَاهُ ابْنَ سَعْدٍ عَنْ مُجَاهِدٍ، قَالَ: إِذَا كَانَ فِي يَدَيْ أَحَدِكُمْ مَا يُقِيمُهُ، فَلْيَقْتَصِدْ وَلا يَتَأَوَّلْ هَذِهِ الآيَةَ: {وَمَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ} [سبأ: ٣٩] قَالَ يَحْيَى: وَبَلَغَنِي عَنْ مُجَاهِدٍ، قَالَ: لا يُنْفِقْ أَحَدُكُمْ كُلَّ مَا فِي يَدَيْهِ، يَتَأَوَّلُ هَذِهِ الآيَةَ: {وَمَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ} [سبأ: ٣٩] .
سُفْيَانُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ قَيْسٍ الْمُلائِيِّ، عَنِ الْمِنْهَالِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ قَالَ: {وَمَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ} [سبأ: ٣٩] فِي غَيْرِ سَرَفٍ وَلا تَقْتِيرٍ.
- وَحَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ خَارِجَةَ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، أَنَّهُ لَمَّا تِيبَ عَلَيْهِ جَاءَ بِمَالِهِ كُلِّهِ إِلَى النَّبِيِّ صَدَقَةً فَقَالَ لَهُ رَسُولُ
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.app/page/contribute