الله في الكون والحياة حيث وعد الله عز وجل بحرمان من تولى غيره من العزة والتمكين قال تعالى:(الَّذِينَ يَتَّخِذُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ أَيَبْتَغُونَ عِنْدَهُمُ الْعِزَّةَ فَإِنَّ الْعِزَّةَ للهِ جَمِيعًا)[النساء: ١٣٩].
السبب الرابع: من أسباب تحقيق المعاداة في الله ترك مواداة الكفار والبشاشة في وجودهم، والمبالغة في استقبالهم وفي إكرامهم لغير نية الدعوة إلى الله، فالكافر عدو الله ورسوله والمؤمنين والمحارب منهم أشد عداوة من غيره قال تعالى:(لا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ)[المجادلة: ٢٢].
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: إن الله يخبرنا بهذه الآية أنه لا يوجد مؤمن، يواد من حاد الله ورسوله ولو كانوا آباءهم أو أبناءهم فمن واد كافر فليس بمؤمن لأن مودة الله ومودة عدوه ضدان لا يجتمعان في قلب واحد (١) اهـ.
السبب الخامس: من أسباب تحقيق المعاداة في الله مراغمة الكفار في ترك التشبه بهم في أقوالهم وأفعالهم، فقد حث الله المؤمنين على ترك الأقوال والأعمال التي تحمل مفهوما خاصة وسيئا في استعمال الكفار وعرفهم قال تعالى:(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَقُولُوا رَاعِنَا وَقُولُوا انْظُرْنَا وَاسْمَعُوا وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ أَلِيمٌ)[البقرة: ١٠٤].
فنهى عن التشبه بالكفار في أقوالهم وأفعالهم، وقد دلت السنة على النهي عن مشابهة الكفار بالملبس ونحوه، فقد روي عن عبد الله بن عمرو