للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

وأعترف بذلك أبن زروق أيضا حيث قال:

" الأجر على قدر الإتباع , لا على أجر المشقة ... والتشديد في العبادة منهي عنه كالتراخي عنها " (١).

ومن تطرفات الصوفية , وزيادتهم , وغلوهم وتعنتهم , ومبالغتهم في الخوف من الله تعالى كما ذكر صاحب " الأخلاق المتبولية " عن مشايخه أن كل واحد منهم يغلب عليه البكاء والخوف , فيصير يتمرغ في الأرض كالطير المذبوح (٢).

وأيضا " الصوفية دائما يخافون أن يمسخ الله صورهم صورة كلب أو خنزير " (٣).

وقالوا: " ومن أخلاق الصوفية خوفهم أن الله تعالى يخسف بهم الأرض " (٤).

وذكر الكلاباذي والنفزي الرندي والشعراني وغيرهم عن السري السقطي أنه قال:

" إني لأنظر في المرآة كل يوم مراراً مخافة أن يكون قد أسود ّ وجهي " (٥).

ونقولوا عن الكرخي أنه قال:

" خاف أن لا يقبلني فأفتضح " (٦).

وروى اليافعي عن أبي بكر الوراق أنه قال:

" ربما أصلي لله تعالى ركعتين فأنصرف عنهما وأنا بمنزلة من ينصرف عن السرقة من الحياء " (٧).

والكلاباذي نقل عن الفضيل أنه قال:

" الناس مغفورون كلهم لولا مكاني فيهم " (٨).


(١) قواعد التصوف لأحمد بن محمد زروق ص ٥٥ , ٥٦ ط مكتبة الكليات الأزهرية ١٣٩٦هـ.
(٢) أنظر الأخلاق المتبولية لعبد الوهاب الشعراني ج١ ص ١٤٩.
(٣) أيضا ج ١ ص ٤٤٢.
(٤) أيضا ٤٤٢.
(٥) التعرف لمذهب أهل التصوف ص ٧٠ , أيضا غيث المواهب ج١ ص ١٣٤ , أيضا الأنوار القدسية للشعراني ج٢ ص ١٢.
(٦) الأنوار القدسية للشعراني ج ٢ ص ٢١٢ , ١ الأخلاق المتبولية ج ٣ ص ١٥٣.
(٧) نشر المحاسن الغالية لليافعي ج ١ ص ٣٨٣ بهامش جامع كرامات الأولياء ط دار رضا.
(٨) التعرف لمهذب أهل التصوف للكلاباذي ص ٧٠.

<<  <   >  >>